السبت، 7 أغسطس 2010

جزء من "الشَّج" -- عبد السلام زارع

علاقتي بأحمد مروان برجماتية محضة يتخللها نفاق حين أفكر في الأمر لماذا أفعل ذلك؟ أكاد أصدق وفائي الذي أظهره إياه، فما كان وفائي إلا من أجل قطعة كيك أكبر...وهاأنذا في حسابات المحل في حال أفضل. هذا زمن المسخ على أن أتمرغ مع تلك القطط العرجاء التي تترنح في الطرقات مع تلك الأشباح القذرة لأصل نحو الكمال الذي أبغيه...وأكون كما شئت. حين ألتقي بحسان وشريف تتلقي أفكارنا في العبث. الكون بحيرة خراء. صندوق قمامة من الذل، مائدة رحمن مما تبقي فينا من نخوة، طابور انتظار لسلاطين الإنفشاخ...قُسمنا طبقات لكي نمسح الجوخ للآخرين ونعبد آخرين دون الله هكذا أراد المخرج وعلينا إتباع السيناريو لا نحيد ولا نميل، سيناريو مكرر ومقيت، النساء أسوأ ما في الكون لو تسني لي رسمها لرسمتها شجًّا يفوح منه الزرنيخ والصديد...الزط هو الحل..كي يستريح الجميع. أنا حقير ولكني أقل حقارة من الجميع إذا فأنا الأفضل. أنا ونيس المظلومين أنا روبين هود..,أنا وحسان وشريف والعالم بعد ذلك خراء..أصدقائي للأبد....ما رأيكم ليس هناك عمل في الغد ...موافقون؟ - نقول هكذا كي نطمئن أن ليس هناك ثمة قيود- وحين نغب من كاس الحياة ومزتها يوصي أحدنا الآخر بالصلاة والزكاة ما كان حيًا.

أميل على حسان وأنا في نشوة الخمر "وبعد يا صديقي..أبو بكر وعمر ماذا نفعل بهما؟" يرد على:"نغلق قلبينا عليهما ولا نخرجهما إلي هذا العالم القذر"...ألا تشم هذا النتن يا عبد السلام لو ركزت في رائحة العطر لوجدته نتِنًا..آه يا عبد السلام. خيرٌ لنا أن نموت بعيدًا في جزيرة بعيدة أو نلقى جيفًا إلى حيتان البحر على أن نعيش في وطن كهذا..تعبت من هذا العبث اليومي أخباري التي أقدمها كتاباتي التي أكتبها لا شئ القرآن الذي يقرأه المقرئ من إذاعة القرآن الكريم في الصباح لا شئ لا احد يعتبر لا سائق التاكسي، ولا موظف المرور ولا ذلك الموظف المتخم من الرشاوى ولا القاضي الذي يضع آية مزخرفة ولا صاحب المكتب الذي يضع المعوذتين وراءه كي يطرد الحاسدين باسم الرب ويمص دم الموظفين باسم الرب أيضًا....هل يمكن أن أكون نبيًا وسط قوم كهولاء. إنني أستحي من أقول أنا عربي...لا أرددها بين نفسي... إذا كنا بذلك السوء بعد نزول الدين فينا فكيف لو مكثنا كما نحن؟ نحن مثل دمية يركلنا العالم أجمع حتى إفريقيا تركلنا يا ابن زارع باسم إسرائيل..إسرائيل تعين لنا رؤساءنا وتحبل لنا نساءنا، إسرائيل صارت قوة إلهية عصية تطال أقواتنا وماءنا، نخلنا وتراثنا وقرآننا وقمحنا وعلماءنا وتغتال أي نبتة خير فينا، صرنا لا نحتاج إلي مؤامرة يا صديقي غربية أو شرقية أو ماسونية نحن نسير تلقائيًا في خطة محتومة النهاية نحو الزوال" شريف أبسط من هذا حين يسمعنا نتكلم في السياسة يحرك يده أمام وجهه كأنه يهش عنه الذباب ويرفع الكأس. يسألني الله بداخلي ما الذي دفع بك إلى الخمر وقد كنتَ منه براء؟ أما تخاف ألا تذوقها في الجنة؟ يا ربي أنا لم أخلق للخمر ولا للنساء أنا خلقت كي أنام قريرًا وأنا مطمئن أن أحدا لن يقلب جيوبي أو ينزع عني بنطالي كي يفرغ فيَّ أو أفرغ فيه ما تيسر من شهوة، أريد أن أعيش في سلام أو أن أموت في سلام. لماذا خلقتهم كلاب ينهشون جسدي ينزعون عنى أغلفة البراءة التي وضعتها بلطف علىّ، أنا الذي حلمت بأن أموت لأجلك، لأجل أن يؤمن بك آخرون...إنها غفوة يا ربي سأعود إليك، فقط لا تعاود علىًّ نهشات الكلاب بين الضلوع. شريف سيفيق من شروده..."وأتوهن من الخلف، هو خير لكم صدقوني هن يطلبن مني ذلك"...كانت مفاجئة فهو يدرأ عنه شبه الغلمان وها هو يسير في طريق الغلمنة ولكن مع العانسات!! ما أبشعه من طريق لعانس، ضحكنا امتلأت الصالة الفسيحة بضحكاتنا واستفاض في الحديث لكن ما لبث أن أوجعنا الكلام حين ارتدننا نبلع الضحكة في حلوقنا. ما أمَّر حزن أولادك يا وطن. هل هناك وطن غير هذا يأكل بنيه. يستمر الضحك والنزف ونرجع نجر نير الثيران في دورتها اللانهائية بين عرق المترو والمواصلات وذوي العاهات والشحاذين والسفهاء والمقهورين...هناك مليون سبب لأعيش حياة العبث فيك يا وطن الخرافة. لن يحرسك أبو الهول من اللصوص سيعبثوا بإليتيه ويبصقوا عليه دون أن يتحرك.