الأحد، 19 أكتوبر 2014

الأصم

يَحكُّ له الصغار أنوفهم فيهيج وتثور ثورته ويعدو خلفهم بغطاء حلّة نحاسية قديمة يقبض على طرفيه ويحركه يمينًا ويسارًا، فالغطاء مقوده الجسور الذي يطير به حيث ينتهي نظره إلى السماء.
انزعج أباه من مشكلاته التي تتفاقم ومطارداته مع الصغار التي لا تهدأ.
شحنه - غير نادمٍ - في أول قطار.
كان غطاء حلة النحاس القديمة بين يديه .. مقوده نحو اللامكان!

السبت، 14 يونيو 2014

لماذا الكتابة - إجابة بسيطة

أكتب لأعبر - وأحاول التوصل مع نفسي - عن وحول حالتي الوجودية ومشكلاتي الميتافيزيقية
لذا فقد جعلت وصف المدونة، المكان الوحيد الذي أرغب بالكتابة فيه والمتاح لي أيضًا للكتابة، الحوار الذي أتخيله بين أنا وأنا!

- أنت مؤمن؟
- لا!
- ملحد؟
- لا
- لا أدري؟
- لا أدري!

الجمعة، 23 مايو 2014

بشـاعة


أَدْرُجُ على عتبات البشاعة الآنَ بأناةْ
ليسَ ذَنبي أَنْ تَكون الخُطوةُ نَحو النورِ عصيّة
ليس ذَنبي أن أتحمل عبءَ هذا العبث منفردًا
سَخطيَّ الآنَ في تمامه
فليتأهب العالم لجحيمي الخالص!
***
توسمتُ خلق النهار

توسمتُ مجيء النهار
قنعتُ بنصفِ نَهار
وعللّتُ نفسي بربعِ نهار
لكنَّ شمسًا لم تُشرق
على عَتمة الذهولَ والرُعب
والمصيرِ المُقبض
****
الذُعر يُطبق بخطّافاته
على الصدرِ
والصدرُ ضيّق
والمدى عصيّ
أنادي من لم يُخيبني
أُواصلُ النداءَ

 ن ش ي ج
صراخٌ  صامتٌ
اسمعوا صوتي
اسمع الصوتَ
يا من لم تخيّبني

أ ن ف ا س
زفراتٌ مُرّة
بطعمِ الخيبات
والأمنياتِ العصية
آهٍ أيها الحُلم لقد مِتُ فيكَ

ولم يسمعني الذي لم يخيّبني
الذي لم يخيّبني لم يسمعني
خيّبني
الذُعرُ رفيقي
الذُعرُ رفيقْ
رفيقي الذُعر
 

الأربعاء، 7 مايو 2014

إخصـــاء


المعلم "حنفي" تاجر الماعز رَبِع الجسم بدين يرتدي العمامات البنّية ويستمتع بإسناد ظهره إلى حائط البوسطة القديمة بعد العصر عندما تخفت حدة الشمس وينتشر الظل. يبدأ خروجه من البيت في غير أيام السوق ببرنامج منتظم يجمع هو وابنه الأصغر ما تخلف عن البوسطة من أوراق ويجري مقابلات بيع وشراء ونميمة الماعز. أنجب حنفي ثلاثة أولاد - نزل أكبرهم بعد الحرب مع أبي زارع من الخليج، رأيتهما يحكيان عن مغامرات الرجوع ووجود أخبار عن تعويضات، وأوسطهم انفصل في تجارته عن أبيه والأصغر بليغ الذي جاء على كٍبَر، أخطأته جرعة تطعيم شلل الأطفال فأصاب الشلل ذراعه الأيسر. يساعد بليغ أبيه في التجارة والإمساك بالماعز وإحضارها مع ذلك. ذات عصر، اقتادت مجموعتنا المغامرة إلى مهاوشة عالم حنفي تاجر الماعز فقد أرهقتنا مطاردات الأستاذ "محمد صفوان" الذي يتعلل بالقيلولة ليطارد كورتنا البلاستيك ويهدد بتمزيقها ويشتت شملنا بتهديد أو استمالة لأفراد الفريقين الصغيرين. حنفي وبليغ ابنه يجمعان الورق ثم يحرقاه لينظفا مكان الجلسة المواجهة لبيتهم في ظهر البوسطة، دخل الأولاد يجمعون الورق ويضعونه في كومة الورق المشتعل، ذهب بليغ لداخل البيت وجاء بجدي أسود يافع قال أنه أتعبه حتى يمسك به ويأتي به إلى أبيه، أمسك أحدنا أرجل الجدي مع بليغ وتطوع آخر بالمساعدة فيما الجدي يصيح للمصير المجهول، أمسك حنفي بخصيتي الجدي وأخرج له بليغ موس لورد أزرق لينزع خصيتيه ويضع رماد كومة الورق فوق الخصيتين المقطوعتين، كان بليغ يعض لسانه وينسال من فمه اللعاب بينما يضحك باستهانة.

الأحد، 13 أبريل 2014

صبــاح

في الصباحِ تهيأتُ بكامل بهجتي
كان الصخبُ ينسابُ عبر المدينةِ
في الطرقاتِ عرباتٌ .. ومارةٌ .. وأكوابُ شايْ
ونُدّل مهيئون ليوم طويل،
الطلبة يرتدون زيهم المدرسي
بناتٌ يرتدين الأخضر، كم أحببت مشيتهن بظهر ممشوقٍ وخفةْ الواثق المنتشي
صبيٌ .. ممشطا شعره آخر صيحة يرتدي بنطالا ضيقا .. عيونه مشاغبةْ
المخبز يعرض الأرغفة الطازجة
وباقة الورد تتغنى بين يدي السيدة العجوز
لا بد لهذا الصباح من أغنية
ستنسحب الشبورة شيئًا فشيئا وتكون الشمس في رابعة النهار
سأختبر الشاعرية في يوم عملْ
وأدندن مع الغرباء المتناثرين على الطرقات أمام بائعة الشاي!

شعــر

ما يحدث .. 
كل ما يحدث 
تنويعات على أوتار الروح 
ألغام في طريق الفرحة 
وخلاص في ذروة التيه
 سيمر ذاك ويعبر
 لا عبرة ترتجى
 فقط اختزان بلا جدوى
***
هذا الصباح
المزاج عكر أكثر قليلا عن ذي قبل
أريد أن أأثم بدون وخزة ضمير
أن أرجع طفلا - لا كالذي كنته - يكره الشجار ويمارس لعب الكرة النظيف

لا بل طفلًا يفقع عين السمك المصطاد
يخنق العصافير التي عجزت عن الطيران
ويضيّق على الغرباء الذين يجتازون الحارة
نافيًا عنّي أي فضيلة
حاملاً أوزاري بكلّ اعتياد!