الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

مُحَاكَمة ذئب ابن يعقوب

مُحَاكَمَة ذِئبُ ابن يعقوب
(الذئب):- برئٌ من دم يوسف
(أحدهم):- بل مذنب، الدَّم مُلَطَّخ فوق قَميصه
(الذئب):- دمٌ كَذِب
(أحدهم):- كذب أم صدق لا يهم!! المهم أنك مذنب!!
(الذئب):- تَعرِفونَ ما قَتَلتُه... ما أكلته
(أحدهم):- سَيَصدُر الحكم عليك!!
(الذئب):- أقتلتُ بٍسُّمٍ أم ماء نَار؟!!هو ذا قَميصُه لم يَتَمَزَّق، أين آثار مَخَالِبي علي القميص؟!!!
(أحدهم):- هذا الذئبُ الملعونُ أرهقنا صَعَداً!
(رئيس المحكَمة):- هَيئَةُ الدِفاع تتفَضَل!!
(الدفاع):- كَيف؟ بأي مَنطِقٍ يُقال أن الذئب أكله ولم يَقطَع قَميصه؟!! أُطالِب بتحليل الدّم الذي علي القميص لتكتمل أجزاء القضيَّة!
(أحدهم):- ماذا نفعل؟ ماذا تقترح يهوذا؟
(يهوذا):- (يصمت)
(أحدهم):- نُؤَجِّل الجَلسَة بَطَريقتنا، ثم نَقتل الدِّفاع !
(أصغرهم):- سَمِعتُ أبي يعقوب يقول لصديق له : "وإن كان البَرئُ ثَقيل الفَمِ مَقْطُوع اللِّسان، فصُراخ الحق يقطع ألسنةَ الأفاكين"
(يُمْسِكوا بألسِنَتَهُم)
(أحدهم):- أأفَّاكون نحن؟!
(أصغرهم):- لا لا... لم اقصد!
(أحدهم):- إذن نَقتُل هَذا الذئب!!
(أحدهم):- والقضاة والجمهور المُتَطَلِّع، ماذا نَفعَلُ معهم؟!
(يهوذا):- القتل أو التهديد أو الترغيب!
(الجميع):- نِعمَ الرأي يهوذا!!!!#
تمت
محمد عبد العليم سرحان २००६

صالون ولّا فَرش


عبد المنعم... الأب حلاق، والجد حلاق والنشاط كَسَلنجي إلا في الأذان. كنت صغيراً أذهب مع أبي للمسجد، وعبد المنعم يؤذن بتقعر ويتكلم بالفصحى غالبا،ً مثل أخته سلمي – هكذا سمعتها حين كانت تزورنا! بعد الصلاة أسمعهم يتحاورون. ما أذكره من كلام عبد المنعم آيتين:
"وهزي إليكِ بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً" التي كان يتبعها بقوله "سبحان الله كان من الممكن أن ينزل عليها الله مائدة من السماء لكن قال لها – يقصد السيدة مريم— "هزي إليك بجذع النخلة"، أما الآية الثانية كانت "فتبسم ضاحِكاً من قولها" طالما رددهما أمامي. ولما سألت أبي عما كان يقصده عبد المنعم قال لي انه كان يسخر من الدعاوي التي يقيمها أهله عليه شاكين للناس من عدم نزوع عبد المنعم إلي العمل ومرور العمر عله دون أن يفتح صالون أو أن يفرش خيمةً في السوق للحلاقة لكي يقوم بتكاليف الزواج الذي تأخر!!! وأن الله لم يأمر بالكسل وأخيك العامل أفضل منك وخِلافه!!! وأنه لا يمكن الاعتماد علي معاش سلمي المسكينة!! وبعد فترة علمت أنه تعين في الأوقاف مقيماً للشعائر، وحين أقدم علي الزواج – كان في الثامنة والثلاثين وقتها – مال عليّ وقال "أريدك معنا يا أستاذنا كي نتشرف بك أمام أهل العروسة"!
قفز احد الحاضرين "والعروسة كوافيره ولا رجالي"! اكتفي عبد المنعم بالابتسامة ولم يرد، لأنه لا يستطيع وهو من سليل أناس اشتعلوا بمهنة ينظر إليها الناس ها هنا بازدراء، أن يرد. قررت أن أذهب مع عبد المنعم وأهله بعد مُوشَح من دروس التواضع وغَيرُه من أبي. وفي جلسة الخطوبة وأثناء الكلام نظرت إلي امرأة عجوز وقالت "وانت مَعاك صالون ولّا بِتُفْرُش في السوق"!!


محمد عبد العليم سرحان १२/2009

ساق عبد الله

وضعوها في قبري الذي اشتريته بعد الحادثة؛ ساقي اليسرى...نظرت إليها قليلًا وودعتها للمرة الأخيرة. لن أزورها بعد ذلك، ولن أحاول تذكر كيف كانت ممشوقةً ... ممتلئة!
أتصرف بشكلٍ طبيعيّ الآن شيئًا ما بفضل ساقي الصناعية صنع ألمانيا...
لن تزعجني أسئلة عبد الله عن تغير شكل ساقي عن الأخرى وأنهر أمه حين توبخه أو تلكمه.
وأخذت علياء دورتها في الأسئلة حتي نضج الاثنان وكفّا عن الأسئلة.
لن أشعر بالمرارة عند سماع صوت صفير قطار،
ولن أتحرج من الذهاب إلي الإسكندرية -- مكان المُصاب.
فقط يلاحظ عبد الله أنى أقبًل ساقه اليسرى حين ألاعبه ويسائل نفسه لِمَ لمْ أُقبّل الرِجْل اليُمنى!