الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

في العبث


الحكاية كلها قد* تكون عبارة عن tunes واحدة up وواحدة down، هي الصفر والواحد بتوع الكمبيوتر وهي التوم والتاك بتاعت المزيكا، الخط المستقيم والدايرة، الجهاز التناسلي للذكر والأنثى ... التناقض السمة الأبرز في الكون والمخلوقات .. (مثال أبيح وقد يكون قبيح لكن خللى المتكلم مجنون والمستمع ...) تخيل واحدة جسمها الأعلى كله بارز مثلاً مش هتبقى ليها جمال، لكن لو فيها حفرتين في الجزء البارز ده هنسميهم حفرتين! واللي هيبقو المتعة ... وعلى حسب بقا اللى يحب الحفرتين مدورتين واللى يحبهم أكثر عمقًا واللى يحبهم ممسوحين .... المهم التناقض!... حتى في ضربات الفرشاة على اللوحة، فما بين الألوان وبعضها البعض والخطوط من اختلاف وتباين هو ما يصنع جمال اللوحة ومن خلال المفارقة والاختلاف تنشأ المتعة وتتحرك الآلات (التروس ترس داخل لجوا والتاني بارز) ويدور الكون ~~

وعشان ما نخرجش برا الموضوع، مثلا يعني متعة إبليس (الشر المطلق**) ولا الملايكة (الخير والطاعة المطلقة**) معدومة، فالمسألة لا تعدو عندهم مسألة الواجب. والتكرار يخلق الملل ولأنهم يعرفون جزءًا كبيرًا من الحقيقة يستمرون في مداومتهم على الطاعة/المعصية. أما الإنسان فواقع "بين بين" لا هو كدا ولا هو كدا عشان كدا بتلاقي ميل للحياة وإقبال عليها رغم الانسحاقات اليومية البعثية التي تطل برأسها كنقفذ مخيف ثم تليها غبطة تنسينا الانسحاق وهكذا دواليك .. الحياة في شكلها العبثي جديرة بحيوان مطيع** أقرب للملاك أو بعاصي** أما اللى عايزين يدوروا ورا الحقيقة بيتعبوا وبيعيشوا مذبذبين لا هم مع هؤلاء ولا هؤلاء وأنا وانتَ يا جدع سمعني الفاتحة!

* يستحسن إن أي حد يكتب أي حاجة في أي حاجة يستخدم قد أنا استخدمتها في الأول وممكن أكون نسيتها لكن فضل "قد" عظيم لو كنتم تعلمون

** على حسب بقا إن كنت أنت مؤمن بالكلام ده أو لا

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

في الاختيار والجبر


على ذكر أول أبيات أمل دنقل في قصيدته "كلمات سبرتاكوس الأخيرة"

المجد للشيطان معبود الرياح

من قال "لا" في وجه من قالوا "نعم"

من علم الإنسان تمزيق العدم

من قال "لا" فلم يمت وعاش روحًا أبدية الألم

فكرت في الأمر ومسألة الاختيار والجبر وهي مسألة من أكثر المسائل التي نالت دراسات وأبحاث ونظريات فلسفية.

وفي الفسلفة الإسلامية والأوساط الشعبية ولا يزال السؤال مكرورًا ومعادًا حتى يومنا هذا "هل الإنسان مسير أو مخيّر؟"

وفي خضم ذلك قارنت بين الإنسان والشيطان وكما نعرف أن الرباعي العاقل في الكون "الله، الإنسان، الشيطان، الملائكة" وبمقارنة الإنسان بالشيطان خطرت لي خاطرة وهي أن أصل الإنسان ليس قردًا أو نشوء وارتقاء من فقرة إلى فقرات على مر الزمن أو شئ من هذا القبيل بقدر ما هو "طرطور" فهو ضحية عناد إبليس مع الله، هذا التحدي الذي ألقى بالإنسان على الأرض دون أن يُستشار في ذلك. وفي الأساطير كذلك كما في الأديان عندما حاول برومثيوس تعليم البشر بفتح صندوق باندورا نال البشر وبرموثيوس عذابًا أبديًا بأن ينهش النسر قلبة كل صباح لينبت قلب آخر ويعاود النسر نهشه ... الاختيار لم يكن لأي مخلوق إلا إبليس هو من اختار واختار "الرفض" و"العناد" و"التحدي" لذا فقد اختار إبليس طريقًا آخر وإن كان عذاب سرمدي. في حين يحاول الحلاج تفسير ذلك على طريقته يقول في طاسين الأزل والالتباس:

وما كَانَ فى أھلِ السَّماءِ مُوَحِدٌ مثل إبليس ، حَيْثُ إبليس

[تَغَيَّرَ] عَلَيْهِ العين ، وھَجَرَ الأَلحاظَ فى السَّيْرِ ، وَعبدَ المعبودَ

على التَّجرِيدِ ،

ولُعِنَ حَيْنَ وَصَلَ إلى التَّفْرِيدِ ، وطُلِبَ حَيْنَ طَلَبَ بالمزِيد ، فقال

له "اُسْجُدْ – "!قال " لاغير! "

قال لَهُ "وإِن عليك لعنتى ؟

" – قال " لا غير! "مالي إلى غيرك سبيل،

وإنى مُحِبٌّ ذَليل " . . قال له "استكْبَرْتَ"

قال " لو كان لى مَعْكَ لَحْظَةٌ ، لَكَانَ يليق بِى التَكَّبر والتَّجَبُّر ،

وأنا الذَّى عَرَفْتُكَ فى الأَزَلِ " أنا خير مِنْهُ"

لأَنَّ لي قدمةً فى الخدمة ،

وليس فى الكونيْن أَعْرَفُ مِنْى بك وَلِي فيك إرادةٌ ولك فِى إرادةٌ،

إِرادتُكَ فىَّ سابقة، إِن سجدتُ لغيرِك، فإن لم أسجُد ، فلا بُدَّ لي من

الرجوع إلى الأَصْلِ ، لأنَّك خَلَقْتَنِى مِن النار، والنار ترجع إلى النار ،

ولَكَ التقدير والاختيار"



أي أن إبليس التزم بأمر "اسجد" لكنه حين أجاب بـ "لا غير" أي "لن أسجد لغيرك" فقد اختار ذلك، ويفسر الحلاج ذلك بأن ذلك غيرة من إبليس حيث يقول إبليس في كلامه مع موسى – عليه السلام –

"



التقى موسى عليه السلام وإبليس على عقبة الطور ، فقال له : يا إبليس ما منعك من السجود ؟



فقال منعني الدعوى بمعبود واحد ، ولو سجدت له لكنت مثلك ، فإنك نوديت مرةٍ واحدةٍ :



" انظر إلى الجبل " فنظرت ، ونوديت أنا ألف مرة : أن أسجد ، فما سجدت لدعواي بمعناي



فقال له : تركت الأمر ؟ قال : كان ذلك ابتلاءً لا أمراً ، فقال له : لا جرم قد غيّر صورتك



قال له يا ( موسى ) ذا وذا تلبيسٌ ، والحال لا معول عليه ، فإنه يحول ، لكن المعرفة صحيحة



كما كانت ، وما تغيّرت ، إن الشخص قد تغير .



فقال موسى : الآن تذكره ، فقال يا ( موسى ) الفكرة لا تذكر ، أنا مذكور ، وهو مذكور



ذكره ذكري وذكري ذكره هل يكون الذاكران إلا معا



خدمتي الآن أصفا ، ووقتي أخلا ، وذكري أجلا ، لأني كنت أخدم في القدم لحظي والآن أخدمه لحظه



ورفعنا الطمع عن المنع ، والدفع ، والضر ، والنفع ، أفردني أوجدني ، حيرني طردني



لئلا أختلط مع المخلصين ، مانعني عن الأغيار غيرتي ، غيرني لحيرتي ، حيرني لغربتي



حرمني لصحبتي ، قبحني لمدحتي، أحرمني لهجرتي، هجرني لمكاشفتي، كشفني لوصلتي



وصلني لقطعتي، قطعني لمنع منتي .



وحقه ما أخطأت في التدبير، ولا رددت التقدير، ولا باليت بتغيير التصوير، لي على هذه المقادير تقدير



إن عذبني بناره أبد الأبد، ما سجدت لأحد، ولا أذل لشخص وجسد، ولا أعرف ضداً ولا ولداً



دعواي دعوى الصادقين، وأنا في الحب من الصادقين . (يتبع وينقح).

السبت، 22 أكتوبر 2011

طيور الظلام



بدون مزايدة أو شيفونية رأي دا رأيي بخصوص ترشيح الفلول. أنا لا أؤيد مسألة عزل أعضاء الوطني بالمرة، ولدي أسبابي. عارفين ليه الإخوان بيتفقوا بالذات و"بقوة" مع قوى الثورة والشباب والأحزاب في مطلب عزل ما يسمى بالفلول لأنهم يعرفون أن هؤلاء منافسيهم الحقيقيين مَنْ يفهمون كيف يُلعب على أوتار الناخبين البسطاء ومتوسطي التعليم بطرق ملتوية كطرقهم (ألم تر إلى الشنط كيف وزعت والعجول ذبحّت) ... فلنعالج الداء بالداء ... قوي اليسار والليبرالية متكفرة جاهز ومقدمة ف طبق من فضة بالتكفير والتفسيق وإشاعة أن الحرية والليبرالية والعلمانية معناها الشذوذ والإنحراف والكفر (البركة في الناس والرحمة والحكمة ولسه هيشترولكوا باقي القنوات كمان لما لقيو مصر 25 فاشلة) أو أنهم مش فاهمين حاجة دا غير إن بعض القوى دي لسه هشّة بمن فيهم قوى الثورة، لكن الفلول يجيدون التعامل مع قوى اليمين فلو احتضناهم هيشيلو الفضل ده وهتلاقيهم يشكرو ف الثورة ويبقو ثوريين أكثر من الثوار ف الآخر دا ديل شيل وأنا أشيل دا المبدأ اللى يفهمه الفلول هما لا يهمهم وطني ولا بطيخ يهمه منصب وخلاص وجاهة اجتماعية وخلاص ومعارف ييتعرف عليهم في المجلس وبرا المجلس ومصالح بتنقضى وخلاص .. يعني م الآخر بدون أيدلوجية معينة ... اللعبة دي لعبها الجيش مع الجماعة الإسلامية ولساها بتبوس البيادة من شهور وإلى الآن... فلو  حدث تصالح مع مجموعة من رموز الوطني ممن لهم دور في نواحيهم لوجدناهم أكثر ثورية مِنّا ولوقفوا في صف الثورة ولانقلبت الموازين ... ف الآخر هما فاهمين يعني إيه دولة مدنية عايزنها .؟. هما لسه واقفين على أرض صلبة ... يعني مش أحسن من أولاد الكلب اللى راحوا اشتروا قناة التحرير عشان يغيروا النهج بتاعها .. ويقلبوها ظلامية -- طيب بالمكشوف كدا صاحب قناة الناس وأحمد أبو هيبة (كان بيقدم برنامج ديني في القناة تقريبًا) اشتروا قناة التحرير ودا اللى خلى بلال فضل يمشي كدا إحنا داخلين في لعبة خطيرة... انتبهوا أموال الفلوطية والريانية أي الوهابية تزحف بقوة للسيطرة على كل شئ ... مش كدا ولا إيه؟! .... اللهم بلّغت ... آه نسيت شوفوا شبكة عرص سوري رصد (الإخوانية) مركزة إزاي على الفلول وتصريحات الفلوطة الأخيرة وانتوا تفهموا ليه الموضوع حارقهم قوي

الخميس، 13 أكتوبر 2011

الشَّــــــــــــــــــــج


الأنثى

حرصت على الحفاظ على نجاحي؛ ها هي الشركة تستحوذ على صفقات تصدير واستيراد في شمال أفريقيا، وقبرص، واليونان.

يهاتفنى أحد المسؤولين في أحد السفارات بشأن صفقة ما وعندما ينتهي، أفاجأ بشهد تحدثني عن السيارة التي أحضرتها، وعن مدرسي عُمر الخصوصيين. أصبحت كل مشكلة شهد (إشمعنى؟) ولم تدرك أنه السؤال الذي أخرج آدم من الآمال، عندما أوعز إليه إبليس "وإشمعنى الملائكة يخلدوا في الجنة". جنة الخلد

ودخلت في صفحة جديدة من العلاقات الأسرية؛ صفحة الغيرة الأنثوية ولم تكن آمال متنزهةً عن الأعيب النساء لكنى أدركت

تنظر إلى الأمر من زاوية مختلفة فهي تعتبر شهد انها" انفريور" بالنسبة لها أي أدنى منها ذلك التعبير الذى يكثر استعماله في

الأوساط التي نعيش فيها فآمال تعاف حتى بدلتي أو قميصي الذي لمسته شهد. بل إن الأمر تطور لديها ليشملني أنا !

فكانت آمال تتكلم أول ما تتكلم عن الحمام الذي أعدته بنفسها كي أتخلص مما عَلِقَ بجسمي من رائحة شهد ! واستدرجتني الأيام إلى تفاهات النساء ومكرهن. كنت أتعجب كثيراً حين أقرأ أن الملك "هنري الثامن" حول المذهب في انجلترا من المذهب الكاثوليكي إلى المذهب البروتستانتي من أجل أن يتزوج بامرأة ويطلق أخرى وأن ملوكا سادوا ملايين الأنفس واهتزت لهم أركان الأرض و أنبياءَ وقادةَ جيوش وأمراءَ وعظماء قد أثرت فيهم امرأة أو غانية وحولت مسار حيواتهم أو كدرتها أو لونت طرقهم ومهدته...هذا المخلوق الذي يتلوى لحمه ويتكوم ليشكل ثدياً ويحتل فرجه منتصف جسده ليتسبب في شرخ عميق في طموح الرجل فتتشكل حياتهم حيث يهوى وحيث يميل.إن الإنسان الذي كان يفكر أن تكون له القربى من الصانع يقتبس من نوره ويعيش في ظلاله رغداً ومنعما، اكتفى بأن يلقى في هوة الأرض السحيقة ليعيش على الأديم ويفكر أغلب وقته فيما يفكر فيه هوام الأرض ودوابها. اكتفى بهذا ولم يعلم أنه كان بإمكانه أن يطأ النجوم وأن يعيش كالنور في كون الله الرحب. كل ذلك بسبب هذا المخلوق .

لكم كانت نظرتي غريبة وطموحي كبشر من صلب آدم بلا حدود؛ فاستدركته حقارة النساء إلى هاوية السديم الأرضي. لكنى كنت أستفيق بين الفينة والأخرى فاشترك في تبرعات الجمعيات والنوادي الخيرية فبدلا من الغرق في الشرنقة الأسرية، وما تبعث على النفس من رائحة العرق المتفصد، واللزوجة، والتفاهات المقيتة والتفاخر المتسلط، والمهاترات، وغلبة العتمة على النور، وتفخيم أتفه الأمور؛ أستطيع الفكاك -- ولو لسويعات قليلة-- إلى رحابة نور الخير، وطُهر البر، وخضرة الإحسان لكن رغما عنى أجد الجزء العفن منى يشدني إلى الشرنقة السحيقة لأسترجع نفس العبث وكأني في كل حين أنعى إلى نفسي بأن يكون لي جهاز تناسلي!



***

أنا

علَّمتني أيام المستشفي كثيراً، ورأيت نفسي بعدسةٍ مكبِّرة. هربتُ من رومانسيتي المزيفة وادعائي صفاء النبوة ووفاء الصِدِّيقين. ونزلتُ لألاقي نفسي في نُزُل الأنذال ودَرك الجَشع السُفليّ. فلم يكن "أشرف سليمان" وحده الشيطان الآبق الذي غَشَّ وزوَّر ثم اغتني فبطر ثم استكبر لكني كنتُ أحايين كثيرة خَنزباً وإبليساً ووغداً يري نفسه ذكر القبيلة يلف حبال الحب حول طامحات الزواج من ثري مثلي ويتركهن في عذاباتهن. صحيحٌ أني كنتُ أشك في تعلقهن بي، لكني كنت أستعذب رؤيتهن في بسمة التمني وشبق القرب. وكأنني كنت أتسائل أين كان هؤلاء الفتيات أيام الجامعة والتية في ملكوت الفقر المتأرجح صعوداً وهبوطاً؟

رضيتُ لأشرف بمقعد الهزيمة والتبعية في الجنوب، يزرع في أرضٍ أشعره أنها شراكة بيننا في حين أنني في عني عن قروش الشراكة. لكأنه هدف الإذلال وتعويضٌ لما فعله أيام الضياع، تِهتُ بما عندي وانعزلت عن أناس ٍ رجعوا من تجاربهم منكسي الرأس. كانوا يظنوا أني الحضن الواسع الذي يغفر صغار الخطاء ويشملهم بيد العون. لكني في الصحاري القفر تركتهم، وملئت بالحسد أعينهم، واعتقدت أن هذا كان عن غير قصد مني. وكأني لم أتعمد دعوة المحافظ ومسئولين كبار إلي بيتي وإلي نفس المكان – علي المقهى القديم – وكأني كنت أقول هاأنذا، وأين أنتم يا من كنتم تُفاخِرون بسقط المتاع في ليالي البحث عن قشة نجاح؟!

ادعيتُ عدم رغبتي في الزواج بأخرى حين طَلَبَت "آمال" ذلك لأول مرة. لكني كنتُ ألمح إلي ذلك بمكرٍ تعجز أباليس الجنِ عن تدبيره. فما بين فيلمٍ نشاهداه معاً تتشابه قصته مع رغبتي فأتذمر تاركاً الفيلم، إلي كتابٍ أدسه في طريقها، إلي امرأة صديقٍ أتحدث أمامها بشأن الزواج والإنجاب في ألم وأنا أعرف مسبقاً أنها ستنفذ خطتي بكل هدوء وخِفة، إلي مداعبتي لأطفال الجيران في طريقي من باب العمارة إلي السيارة – مع علمي اليقيني أن آمال تنظر إليَّ من الشرفة – بعد خروجي من البيت واجماً على غير العادة! وما بين هذا وذاك يعجز إبليس ذاته عن تنفيذ خطة مُدَبَّقة كهذه.

كنت أفعل ذلك عن شكٍ قارب اليقين عندي، بأن الحياة من حولي تمثيلية كبري. فليس ما أراه من "آمال" إخلاصاً أو حباً صَرفاً. إنما درع أمان تحتمي به من مغبة تطليقها بعد أعوامٍ من عدم الإنجاب. وأختي التي كانت ترسمني فارساً في كراساتها، كانت تنتظر من عربون ذلك. واليوم تُربّي وترسم أولادها علي صورتي – وتقول إليَّ ذلك بين الحين والآخر – لتنتظر عربوناً أكبر! وأمي التي ترفع يديها بالدعاء في حضوري وغيابي، إنما تعرف أنني بر النجاة الوحيد لها من براثن الفقر والعوز، وأنها تفعل ذلك رغبةً في مفاخرة جاراتها، ومحو صورة الفقر التي رأينها أخواتها عليها هي وزوجها الذي تعثرت معه الحياة حيناً من الدهر. وأن "أشرف سليمان" عندما رجع ثانيةً في مسوح الصِدِّيق لأنه كان يعرف انه سيحتاجني، وان دموعه في حضني كانت كدموع أخوة يوسف. أما "شهد" فهي تَدَّعي أنها تبيت الليالي التي اذهب فيها إلي "آمال" ودمع اشتياق تترقرق بين جفنيها، في حين أنها تنفق ميزانية سنوية لحكومة جزيرة إفريقية في شهر. حتى ابنيَّ "عمر" و "عمرو" حتى أبي .....

كل من اتجهت إليهم أوقات الأزمات، كانوا يزغردون لرؤيتي نَكِداً، يظهر ذلك أحياناً علي وجوههم. حتى من يحزنوا حقاً، كانوا يحزنوا لشئ مسهم، لكنهم لم يتكلموا أمامي عنه فتكون طمأنتهم وتهوينهم تهويناً لجراحهم الذاتية.

تلك الأفكار السوداوية وغيرها تراودني بين الحين والآخر، تجعل مني صنماً بلا شعور، وجسداً بلا روح، فلا مبادئ أو ضمير ،ولا خوف من آخرةٍ أو أولى، وريبٌ بعد ريب. لا قيمة للحياة ولا عِبرة في الموت، وسخطٌ علي كل شئ. أمشي في طريقي ، أنظر إلي السماء وغلي خضرة الشجار، المباني الشاهقة، العمال والساقطات في الطرق يعرضون أجسادهم لمن يشتري، والبائعون يصيحون لأجل نقود تُسكت أفواه أولادهم وتضمن ولاء الزوجات. واردد في نفسي، كلنا هذا العامل أو تلك الساقطة وذلك البائع. ولماذا ترتفع السماء في علوٍ، وتهتز الأشجار لدغدغة النسيم الكاذب، وتزقزق العصافير كي يُحض لها العائل مأويً وحمايةً مقابل ان يعتلي ظهر عصفورته الملتفة القوام!

لكني علي إثر مكالمة تأتيني، أو رؤيتي لفتاةٍ تهتز في الطريق، أو حادثة في الطريق ادخل غِمار الحياة تاركاً قصريَّ العاجي المزيف لتتراوح كلماتي بين الصدق والكذب، ومشاعري بين الزيف والحقيقة، وشهوتي بين الارتفاع والانخفاض ورجولتي بين الشهامة والرياء. أدور وأدور ويأخذني نداءُ مسجدٍ يجيء من بعيد، فأسأل نفسي هازئاً إن كان المؤذن علي وضوء، أطرد وسواسي واركن السيارة واضعا فيها المحفظة والمحمول والجاكيت، لأذهب طامحاً في خلع كل ما يشغلني عن صلاتي _- كما خلع موسي نعليه. وقبل أن أدخل المسجد – ظاناً أنى خلعت جسدي وكل ما يخصني بالدنيا – أتأكد جيداً من أن مفاتيح السيارة وولاعة السجائر في الجيب الخلفي للبنطلون!











الخميس، 29 سبتمبر 2011

مختارات 2



مثل عين تخاطب بدموعها
أبكي!
كامرأة تتشح بالسواد على قبر حبيبها ..
في حداد أنا !
مثل حب كبير، لا ينقسم
أحس بالوحدة !
كظل نور على بادية
أعطش!
مثل شاعر ينظف كلماته
أصرّ!
كامرأة دون أدني أمل،
كنساء كابول
خلف الحوائط،
كصغار مع ذويهم ـ فوق
الجليد الأحمر
أحس بالإحباط والخزي
لأني عاجز عن فعل شيء !!

(زلماي هرمان - شاعر أفغاني)

***

يجيئون في الليل، كخيوط الضباب،
وكثيرا ما يأتون في وضح النهار ..
دون أن يراهم أحد !
يتسللون خلال الشقوق،
ثقوب المفاتيح،
دون ضجيج، لا يتركون أثرا،
أو قفلا مخلوعا، أو فوضى.
إنهم لصوص الزمن !
خفاف ولزجون كثمرة الليتشي الصينية
يشربون زمنك ويبصقونه
بنفس الطريقة التي تقذف بها النفاية.
لا تراهم أبدا وجها لوجه.
وهل من وجوه لهم يا ترى ؟!

( بريمو ليفي - شاعر إيطالي )

***

 يتحدث لوكريس وتيتير عن شجرة الزان
لوكريس عقلاني، تيتير راعي ريفي
.......
الشاعر لوكريس - ... كيف تُلقي في خاطرك نبتةٌ نامية فكرة "الحب": هذه الحاجة إلى اللذة!

الراعي تيتير - اللذة؟ ليس معدن الحب بمثل هذه البساطة!

الشاعر لوكريس - وماذا تريده أن يكون خيرًا من غريزة عامة، ما هو إلا حمةٌ صاغها القدر!

الراعي تيتير - حمة تلدغ؟ ... وتقول إن نفسي، نفس راعي غنم؟

حمة تدلغ؟ إنك لا تجعل منه سوى سهم راعي البقر إن الحب الذي تتصوره ليس إلا حب التيوس ودواب الغابات؛ هذه البهائم تنتابها نوبات إذ تنتشي ببذارها فتلتمس في بشاعه أثناء موسمها الحار أن تخلص أجسادها من هذا السم الحي إنها تعشق بلا حب حسبما تجمعها المصادفات. إني لأعلم ذلك حق العلم أنا الراعي الذي يتدخل في الأمر أحيانًا ويؤلف كما يشاء بين ذكر وأنثى حين يود أن يحصل على جداء منتقى.

(مسرحية محاورة الشجرة - بول فاليري)

***

لا يوجدُ إنسانٌ في العالمِ غيرُ مُهِم


 قدرُ الناسِ كتاريخِ كواكبِ هذي الدُنيا


والكوكبُ يزهو بِتَفرُّدِه وما مِن نَجم

يُشبِهُ قدَرَه 

وإذا حَدثَ وعاشَ المرءُ وحيدا

مغموراً صادَقَ وِحدَتَهُ

يغدو عندَ الناسِ مُهِما باللامُمتِعِ هذا ذاتِه

كلٌّ يحمِلُ طيَّ الذات

عالَمَهُ السريَّ الخاص

وتمرُّ بعالَمِنا لحظة

أروعُ من كلِّ اللحظات

وتمرُّ بعالمِنا ساعَة

أفجعُ من كلِّ الساعات

لكنَّ الناس

تَمضي غافلةً عن هذا الإحساس

حينَ الإنسانُ يَموت

يَخبو مَعَهُ الحسُّ بفرحَةِ أولِ ثلج

وبأولِ قُبلة

وبأولِ نبضَة

يأخذُ مَعَهُ هذي الاحساساتِ ويَمضي

ماذا يَبقى ؟

تَبقى الكتبُ السياراتُ ، جسورٌ تبقى

تبقى أقمشةُ اللوحات

أدري أنَّ كثيراً مِنّا يَبقى

لكنْ أدري أنَّ كثيراً مِنّا يَفنى

ها كُم قانون اللعبة

لعبةِ أقدارٍ لا تَرحَمْ 

 ليسَ الناسُ همو الفانون

لكنَّ عوالمَ تفنى ، تفنى وَتَموت

قد نَستذكِرُ حتى المُذنِبَ والدنيوي

لكنْ ماذا نعرِفُ في الجَوهَرِ عَنهُم ؟
ماذا نعرِفُ عن إخوَتِنا والأصحاب ؟
ماذا عمَّن نَعشقُ نعرِف ؟

معشوقَتِنا وليسَ سِواها ؟
ماذا نعرِفُ عن والِدِنا ؟

 قد نعرفُ كلَّ الأشياء

لكنّا في الجوهرِ لا نعرفُ شيئا

الناسُ تروحُ ولا عودَة

وعوالِمُهم تلكَ الرؤيا السرية

لن تُرجِعهم أبداً للأرضِ الحيَّة

والمرَّةُ تلوَ المرَّة تكبرُ فيَّ لماذا 

وأودُ لو أنّي أصرخُ أصرخُ

من دربِ اللاعودةِ هذا!








الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

خلاص

 
ليس ثمة شئ يعبر عني ها هنا
 لا الكلمات التي أكتبها
لا الأغنية التي كنت أشدو بها منذ قليل
ولا حديثي معك أيها الصديق
بضع وعشرون عامًا أو ربما وسبعون عامًا مضت
ولا أعرف كنه ذاتي
أبعادها
ماذا تريد حقيقةً
...
الكتب
الملابس
الأصدقاء
الجيران
الشارع
الأغنيات
ثمة كتاب وملابس وجيران وأصدقاء وشوارع وأغنيات أدفأ
تتنتمي لروحي، لذاتي البعيدة
ثمة خلاص ما
تدركه نفسي، ذاتي العميقة روحي، شئ بداخلي
ولم ألمسه بيدي
لم أره، أسمعه
أتحقق منه
لا لذة الفراش
 ولا الشراب الذي يفور في الكأس
 ولا السجدات - الطوال - لربما يدخلني اليقين -
 ولا كتابي، لا شئ يمنحنى ما أحس بفقدانه الآن
ثمة عالم أنتمي إليه
سيجيئ يسكنني وأسكنه بعد أفول الروح
ربما!؟
 ربما ألتقيني مشبع بالخلاص
نائمًا لا أفيق
والطمأنينة تسكنني

الجمعة، 20 مايو 2011

عيالي يا غجر



نزلت أشتري نعناع (لزوم الشاي) وسجاير 3 عيال صغيرين بيلعبوا كورة سألني واحد انت مصري؟ قلت آه... قالى و لا صعيدي؟ (بصوت مفتعل ... باينلهم العيال الصعايدة في الشارع لسعوه علقة) قولتله صعيدي يعني مصري قالي بس أنا قاهري قولتله وأنا كمان قاهري دلوقتي، سكت .. التاني مع نفسه قال ارفع راسك فوق انت مصري قولتله أيوه كلنا مصريين إيد واحده قال لأ ارفع راسك فوق أنت مسلم قولتله مسلم ومسيحي إيد واحده قاللى لأ يعم قولتله: ليه قالي: لأ يعم هما بيقولوا ارفع راسك فوق انتَ مسيحي قولتل:ه لأ كلنا مصريين مسلميين ومسيحيين، التالت قاللى أيوه انا ليا صاحب مسيحي... يا ريت الغجر من الطرفين يخفوا شوية عشان العيال ... عيالي يا غجر!

الثلاثاء، 3 مايو 2011

سأم

أنا الآن حزين ولديّ أسبابي،

ليس لأن التراب فقط جدير بابن آدم ..

ليس لأني وحيد ..

 نعم .. حزين كمعبد لم يكتفي اللصوص بسرقة تماثيله بل كشطوا الحروف على الجدران

وباعوها للقادمين من عكس الريح ...

حزين ولا مبالي

.. مكفهر الوجه..

عابس وسوداوي

كإله إغريقي خلق كونًا واكتشف أنها كانت حماقة ولم يفيده ندمه

حزين ولا ينقصني شئ مما تعتقد به

فقط...

لأني لم أعرف لماذا أنا هنا وليس لدي الأسباب التي تقنعني بذلك

الحقيقة مرة - يا صديقي - مهما وعظ رجال الدين،

 مهما حللّ فلاسفتك

ومهما جزم صديقنا العبثي الخالص
 

الأحد، 1 مايو 2011

Trash

Is it true? that we will - if we shall enter heaven-  have women, wine and food .. is this what we deserve for  our good actions in our lives? Are you satisfied with this does it seem a little bit boring? To fuck, eat and drink ... I think there should be more things If Allah knew we deserve more, While as we all know this the "Naem" of the hereafter, OK ... then Allah knows that we are absolutely lustful animals

الثلاثاء، 29 مارس 2011

بصيرة

كنتُ أجلس على حافة الطريق المؤدي إلى المدرسة منتظراً عودة أخي لكي يقودني إلي البيت بعد أن أنهي اليوم الدراسي... أجلس مع أصدقائي فيتكرر الكلام، وأشعر بأن أذني وفمي قد أخذا كفايتهما؛ أود اطلاق عينيَّ إلي السماء لأرتادها متجولاً في زرقتها بين نجومها وكواكبها أو أري وجوهاً وزهوراً. لا أستطيع – كبقية خلق الله — أن أمارس نعمة "أفلا تبصرون"، ولا يمكنني أن أحدد الزمان الذي أرتاد فيه مكانًا ما إلا بعد عطف أخٍ او صديق – لطالما أسمع نفخه المتذمر حتي لو بَرِعَ في كتم صوته بين ضلوعه فيظهر جليًا في صمته أو كلامه. لا أزال أذكر عندما تبولت على نفسي أثناء نومي في بيت جدي – عهدةً تركوني بين يدي جدي وجدتي، حين ذهبت الأسرة مرافقةً والدي في العملية التي يجريها في مستشفي العاصمة. صحوت من نومي لأجد نفسي مبتلاً مذعوراً علي إثر حلم مزعج، وحين سألتُ جدتي عن الماء الذي تُحرق لذعوته ركبتيّ أجابتي بأن الماء قد سكبته عليّ إبنة خالتي الصغيرة بغير قصد! حينها وأثناء مصمصة الشفايف، وصوت تحريكها من اليمين إلي اليسار أسمعها وضحكة ابنة خالتي تملأني خجلاً، انتفضت لأواري سوءة ما حدث ثورةً علي ما حدث لأصطدم بالحائط فيدمي رأسي وتضحك البنت الصغيرة بصوت عال وتتمتم جدتي بأن شيئاً لم يحدث وتنهر البنت الصغيرة التي لاذنب لها سوى أنها ضحكت علي أعمى غبي. هدأتني جدتي وصمتت البنت الصغيرة وربتت علي كتفي. لكن أشياءً كثيرة لازمتني من يومها أولها الإحساس بالعجز!

في آخر النهار، يأتي اخوتي ووالدي من العمل. أحس بأني عالةً عليهم، حتي في الذهاب إلي الحمام. كنت أجد مشكلةً في الأكل والشرب واللبس، كنت أعاني من تلك الأمور أكثر ما أعاني عندما كنتُ في الثامنة عشر، إذ أنني أحس بالنشاط في جسدي غير أني أتصور ذلك العصاب المجهول الذي يُغشي بصري فتُكبت قوة الانطلاق الكامنة فيَّ كغيرها من القوي الغريزية.

الآن سيتغير كل شئ، فهذا الطريق إلي المقهي قد حفظته نعم أعرفه جيداً وأستطيع الذهاب بمفردي دون أن أسمع أخي يقول لأمي -- التي تتوسله لكي يقودني "صحيح ... أقرع ونزهي، فاضيله أنا؟!". صحيحٌ أني في أول مرة قررت فيها الذهاب إلي المقهي بمفردي، دخلت حارة جانبية بجوار المقهي، إلا أن ذلك كان نتيجة سوء تقدير مني لأني لم أركز جيداً.

أتراني أستطيع الذهاب إلي بيت جَدي بمفردي؟### .../7/2007

الثلاثاء، 1 مارس 2011

مختارات

                                                        
‏أريد أن أجد مبررًا واحدًا كي أعيش وأتحمل المشهد اليومي المقيت لهذا المرض والبشاعة والظلم والموت. ومرة أخرى أنطلق من نقطة مظلمة، من الرحم، وأنطلق الآن إلى نقطة مظلمة أخرى، القبر. تقذفني قوه من الحفرة المظلمة لتجرني قوة أخرى وتقذفني بشكل نهائي إلى الحفرة المظلمة. ‏لست كالرجل المحكوم الذي مات ذهنه من الشراب. حجر ثابت برأس صاح، أخطو في ممر ضيق بين جرفين.


‏وأجهد كي أكتشف كيف أشير للذين يرافقونني قبل أن أموت، كيف أمد يدًا وأهجي لهم، في الوقت المناسب، كلمة واحده كاملة على الأقل، لأخبرهم رأيي بهذا الموكب، وإلى أين نشجه. وكم هو ضروري، بالنسبة إلينا جميعا، أن تكون أقدامنا وقلوبنا منسجمة. ‏أن أقول في الوقت المناسب كلمة واحده لرفاقي، كلمة سر، كالمتآمرين.

‏نعم، إن هدف الأرض ليس الحياة، وليس الإنسان. عاشت الأرض دون هذين، وستعيش بدونهما. إنهما ليس إلا الشرارتين العابرتين لدورانها العنيف. ‏لنتحد، لنمسك بعضنا بعضا بشدة، لنوحد قلوبنا، لنخلق - طالما أن دف ء هذه الأرض يتحمل، طالما أنه ليست هناك زلازل وطوفانات وجبال جليد ونيازك تأتي لتدمرنا - لنخلق للأرض دماغاً وقلبا ونمنح معنى إنسانيا للصراع السوبرماني. ‏إن الألم هو واجبنا الثاني.
                                                                      (نيكوس كازانتزاكيس)
             ***
 
"عندما تنتهي العاصفة ويحلّ الليل ويظهرالقمر بكل بهائه، ولا تتبقى سوى ايقاعات البحر وامواجه تضرب في سمعك، تعرف ماذا اراد الله بالجنس البشري وتعرف ماهية الفردوس"
                                                                      ( هارولد بنتر)
 
     ***
تغني، حاصدة القمح المسكينة،


تظن نفسها سعيدة، ربما؛

تغني، وتحصد القمح، وصوتها، مليء

بترملّ مجهول وسعيد،

تتأرجح مثل نشيد عصفور

في الهواء الأنظف من عتبة.

كم من انحناءات في اللُحْمَةِ الناعمة

للصوت الذي تنسجه في نشيدها!

سماعها، يجعلنا سعداء، حزانى،

مرّ العمل والحقول في صوتها،

وتغني كما لكي تغني، كما لو أنها

تملك أسباباً أخرى غير الحياة.

آه، غنّي، غنّي بدون سبب!

تستولي الفكرة على أحاسيسي.

تعالي وانشري في قلبي

صوتك الحائر، المتموج!

آه! لو يمكنني أن أكونك، وأبقى أنا نفسي!

لو أملك لا وعيك السعيد

ووعي ذلك! أيتها الأغنية!

أيتها الحقول! أيتها السماء! العِلمُ

يزن كثيراً والحياة قصيرة جداً!

اجتاحيني! بدّلي

روحي بطيفك الخفيف،

ومن ثم، حين تحملينني، أمضي! 
                                                                           (فرناندو بيسوا)
***
*إلى مومس من عامة الناس*
 
كوني رابطة الجأش، مطمئنة، أنا والت ويتمان، متحرّر وشهواني
 
مثل الطبيعة.
 
ليس حتى تحتجب عنكِ الشمس، كيما أحتجب أنا عنكِ،
 
ليس حتى تأبى أن تتلألأ لكِ المياه
 
وتخشخش لكِ الأوراق،
 
كيما تأبى أن تتلألأ وتخشخش لكِ كلماتي.
 
يا فتاتي، ضربت معكِ موعداً،
 
وأوصيكِ
أن تتأهبّي، كيما تكوني جديرة بلقائي.
وأوصيكِ
 
أن تكوني طويلة الأناة، وفي أوج زهوكِ حتى أجيء.
 
وإلى ذلك الحين،
 
أحييكِ بنظرة جارحة كي لا تنسيني.     

(والت ويتمان)

                                                                       ***
*مستلقياَ ورأسي في حجركَ أيها الرفيق
مستلقياً ورأسي في حجرك أيها الرفيق،
 
الإعتراف الذي سبق وأدليت به أعود فأكرره؛
 
ما سبق وقلته لكَ على الملأ أعود وأكرره:
 
أعلم أني شديد القلق، وأحمل الآخرين على ذلك،
 
أعلم أن كلماتي أسلحة، معبأة خطراً، معبأة موتاً.
 
(حقاً لأني أنا نفسي الجندي الحقيقي،
 
وليس ذاك الذي هناك بحربته،
وليس أتحدى السلام والأمن وكل القوانين الراسخة
 
كيما أزعزعها.
أنا أكثر عزماً وخصوصاً أنّ الجميع أنكرني
 
بما يفوق ما كان ممكناً فيما لو كنت مقبولاً لديهم.
 
أنا لا أبالي، ولم أبالِ قط، بأي تجربة، بمبدأ أخذ الحيطة والحذر،
 
بصوتِ الغالبية، ولا بكل هذا الهراء.
 
والتهديد المُسمّى الجحيم تافه أو نكرة بالنسبة إليّ،
 
والإغواء المُسمّى الجنة تافه أو نكرة بالنسبة إليّ.
 
يا رفيقي العزيز،
 
أنا أعترف بأني حرضتكَ على المضي معي إلى الأمام،
 
ومازلت أحرضكَ من دون أدنى فكرة عن مآلنا،
 
أو ما إذا كان علينا أن نكون ظافرَيْن،
 
أو خاضعَيْن تماماً ومنهزمَيْن.     
           
(والت ويتمان)
 
 
المصدر: المسيرة الإلكتروني، مجلة أوغاريت




 

الجمعة، 25 فبراير 2011

قالت لي العصافير 3






عن الثورة والمادة الثانية



الملحد يريد المؤمن ملحدًا والمؤمنُ الملحدَ مؤمنًا - وهكذا دول الممانعة مع دول الموالاة وهكذا الأهلاوية والزملكاوية والفتحاوية والحمساوية والعمريون* والتامريون**! - ذلك لضعفٍ في إلحاده وذاك لهفو في إيمانه. ألا فنحّوا مسألة الدين جانبًا فكل منا له دينه الذي يختاره في سريرته ولا أحد يستطيع أن يقيس إيمان/إلحاد أحد لا بقول ولا بعمل. لا أجد أن هذا الوقت للخلاف الذي أراه يظهر على الساحة مرة بعد أخرى بعد فترات من الغياب. محاولتك لجلب الآخر إلى فكرتك، مذهبك، لعبتك، مطربك لا يعني بالضرورة أنك على حق فلا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة (على الأرض على الأقل!).... كنت قد شرعت في هذه الفقرة قبل 25 يناير 2011 بيوم أو اثنين تقريبًا وتوقفت لأن خطوط الفكره تضيع من بين يدي أو ألتقطها فأعزف عن المضي قدمًا. المهم أن نفس الرغبة ونفس الفكرة تتوفر الآن بعد تحقق قدر كبير من مطالب الثورة من إسقاط للرئيس والقبض على ثلة من رؤوس الفساد والإفساد وحل مجلسي الشعب والشوري ومع تزايد الضغوط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومطالب المحاكمات ومحاسبة رموز آخرين يلوح في الأفق التحقق التام لمطالب الثورة. إلا أن المشكلة موضوع المقال خرجت على السطح مرةً أخرى في ثوب جديد مشكلة المواطنة والدولة المدنية والدولة الدينية والمادة الثانية من الدستور المصري التي تقول بأن الدين الإسلامي هو دين الدولة واللغة العربية هي لغة الدولة والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. ومشكلة المادة الثانية عند من يجدون فيها مشكلة أنها تهد بلذلك مفهوم الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات بغض النظر عند الدين والجنس أو الإقليم أو العرق وهكذا. ورغم أني لا أجد شخصيًا مانعًا في إلغائها إلا أنني لا أجد مبررًا للقيام بذلك. فلم نسمع عن قضية رفعت وتم التفريق أو محاباة طرف على الآخر لأن هذا من الدين الفلاني و الآخر من الدين الفلتكاني* هل في هذه المادة ما يمنع المسيحي من ممارسة حقوقة أو تفرض عليه واجبات إضافية. هل تفرض الجزية مثلاً هل تفرض سنوات خدمة إضافية في الجيش هل يتم معاملة المسيحي بطريقة مختلفة في السجون نتكلم عن هذا فيما قبل 25 يناير، كنا جميعًا نلاقي نفس المعاملة في الشارع والمستشفى نفس الإضطهاد من قبل الشرطة تقريبًا...كنا جميعًا نرزخ تحت قبضة أمن الدولة وتحت قبضة الفاسدين والمرتشين صغارًا وكبارًا طائفة واحدة كانت ناجية من الظلم والإضطهاد - الأغنياء من الطرفين...كان الغبن يقع على الفقراء أيًا كان الدين والمذهب والعرق واللون. أما بعد 25 يناير فالوضع مختلف حتمًا بوعينا المشترك بأننا نسيج واحد ليس هذا من كتب الإنشاء ومقررات القناة الأولى بل هذا ما شاهدته طوال 18 يومًا من المظاهرات .. "وحد صفك…كتفي في كتفك…حركة وطنيه واحده…ضد الشرطه اللي بتدبحنا" .. هكذا كنا نهتف ... "قول يا محمد قول يا بولس بكره مصر تحصل تونس" - في إشارة إلى الثورة التونسية التي سبقت الثورة المصرية بأيام- هكذا كنا نشدو كنا لما يرفع أحدهم المصحف نقول له هذا ليس مكان المصحف أو يعلو صوت أحدهم بكلمات دينية أو إشارة إلى حزب معينة أو شخصية حزبية معينة ننهاه كانت جماعة الإخوان قد أشارت إلى المشاركين منها بعدم استخدام الشعارات أو اللافتات الإخوانية كانت إشارة ذكية من الدكتور عصام العريان. خرج أصدقائنا المسيحيين رغم أن البابا أوصاهم بعدم الخروج – مما قلّص أعدادهم في الحقيقة... كنا رجل واحد قلب واحد صوتُ واحد ... حتى أنني كنت أصرخ يا الله هل هذا معقول هذا التفاني لا يجمعنا شئ من بجانبي لم أقابله من قبل ومؤكد أني لن أقابله بعد ذلك إلا أنه أخٌ حميم يسارع بوضع الخل على منديلي والكولا لأغسل وجهي والبصل على أنفي – كي لا ننسى دور البصل – هذه هي الروح فيما بعد 25 يناير وما بعده في الميدان وفي السويس الباسلة الشهيدة الحية أبدًا وفي الإسكندرية الفتاة بشعرها المنعكش* ولكنتها الحبيبة تتغني بالحرية وفي كل ميادين وشوارع مصر الحرّة ... هل هذا معقول أصرخ ... عوووووو عواء الفرح والنشوة أورجازم حقيقي في حب الوطن ... كنت أظن ويظن بعض أصدقائي أنني معتوه في كلامي عن الوطن فوجدت العته بذاتي .. جميع الأطياف تتغنى بأغنية الوطن الأبدية ... ملاحدة وحق الله تحققت عندي الشعور بأن المصريين ملاحدة لا يشركون في حب الوطن شئ هناك من تخاذل هناك من بكي على تضرر لقمة عيشه في أيام الثورة، هناك من انطلت عليه الحيل التي اتبعها النظام عبر عهر القنوات الأرضية وغنج القنوات التي كنا نحسبها مستقلة. لم تنطلي الخدع على الأحرار واستمر الاعتصام حتى سقط رأس النظام يلاحقه الذل والعار. عبد الوهاب المسيري يدخل السجن وهو مصاب بالسرطان عشان بيتظاهر عشان العيش المسرطن والفساد طيب يلعن دين أمك، وميتعالجش على نفقة الدولة في حين يعالج كمال الشاذلي رمز من رموز الفساد والإفساد طيلة 40 عام وزوجات رجال الأعمال والوزراء..ليه يعني؟ محمد السيد سعيد يموت مريض ولا علاج لأنه قال لأ، مجلس الشعب 100 % حزب وطني ويقول "خليهم يتسلوا" جمعه الشوان رمز من رموز المخابرات المصرية يترمي من غير علاج ولا معاش وغيرهم المئات وغيرهم الألوف من العقول والخبراء والمفكرين وخيرة الشباب احتوتهم توابيت الغربة أو السجون أو ضويق عليهم في لقمة عيشهم لمجرد أنهم شرفاء لمجرد أنهم يقولوا لا، لمجرد أنهم وطنيين وكل ما هو مخزي وخجل وعميل يتم التعامل معه على أنه الصديق الحميم حسين سالم يبيع الغاز لأسبانيا بثمن بخس لأن جماعة أسبان أصدقائه احتفوا به في مدريد، ثم يصدر الغاز إلى إسرائيل ب 1/10 من السعر العالمي للغاز الطبيعي بخلاف المبدأ القومي طيب خلي عندك دم عشان اقتصاد بلدك ... طيب سيبنا من ده كله تطلع في الآخر حرامي ... بيتكلموا عن ثروة تتراوح بين 40 إلى 75 مليار دولار هذا غير العقارات وغير الآخرين أحمد عز عيل قزم تمسكه مقدرات بلد كامل تاريخه 7000 سنه عشان يحطه في فخذ إلهام شرشر ... وإلهام شرشر تكتب عن الدين طيب تعالي اديني اتنين دين في العضل ... يآخي خلوني أطلع من هدومي ونطلع من خلجاتنا...... نرجع لمرجوعنا المادة الثانية مشكلتها إنها اتعملت من الأساس فطالمها هي موجودة يبقى خلاص هنعمل ليه مشاكل ... مش هيجرى حاجه لما تفضل ... أنا مش شايف ليها أضرار على الدولة المدينة فالمصدر الرئيسي يعني مش المصدر الأول والأخير ... مشكلتنا دلوقتي إن هناك بعض فلول النظام تحاول أن تستغل بعض الخلافات بين البعض لكي لا يتم محاكمة باقي الأسود هل ننسى أن هناك زكريا عزمي لم تتم محاكمته أو توجيه أي إجراء ضده وكذلك الأمر بالنسبة لجمال مبارك هذا العنين الذي أراد أن يعتلى بهية الحرّة رغم إرادة أولادها، وكذلك فتحي سرور وعلي الدين هلال – رمز للمثقف الأكاديمي لما يتقلب معرص – ومفيد شهاب ومحمد إبراهيم سليمان وما أدراك من هذا فهو أول من قننوا الفساد في وزارة الإسكان وجعلوا المتر بنص جنيه في منطقة وبـ 100 ألف في منطقة أخرى حسب التظبيط تحت الترابيزه...وللمعلومة هذا الرجل حاصل على جائزة وسام الجمهورية من الطبقة الأولى – يا سلام – وممدوح حمزة المهندس العبقري يسجن في لندن بإيعاز من النظام القذر عشان نضيف ... يعني ما كان يجري في النظام السابق إبدال القيم وعكسها مما جعل الناس تكلم نفسها...أذكر في هذا السياق كلمة جورج بوش "عرفات إرهابي وشارون رجل سلام" ... هم يعاملوننا كمحتلين بالضبط حتى أن عمر سليمان الأصلع لا أبقى الله له شعره استخدم كلمات "خارطة الطريق" و "مفاوضات" مع المفاوضين من المعارضة المصرية ... لذا لا بد أن نعي لما قد يقوم من مناوشات طائفية أو احتكاك تساعده أجهزة الأمن ويذكيه الأوغاد الأغبياء من الطرفين. لا بد أن نستيقظ والكلام عن المادة الثانية ليس هذا وقته لا بد أن تُحل حكومة شفيق ويتولى نائبه د. يحى الجمل رئاسة الوزراء وإقصاء أحمد أبو الغيط وتلك السيدة - أم شال قطيفة - التي ترتبط في مخيلتي بالمتسولين تحت العمارات الفارهة والتي يضعونها تحت إسم التعاون الدولي ... بالإضافة إلى وزير الداخلية الذي بدأ عهده بمذبحة في الوادي الجديد ويتكلم عن عدم وجود معتقلين مع أننا نعرف جميعًا أن هناك آلاف المعتقلين ما زالوا عالقين في السجون... لا بد لنا من التركيز على هذه الأهداف من تطهيرٍ للبلاد مما تبقى من النظام البائد والاستمرار في تأصيل المفهوم المترسخ للوحدة الوطنية الذي رأيناه جليًا بعد حادث تفجير كنيسة القديسين وما تلاه وعدم السماح لأي مغفل أو متواطئ مع النظام السابق في إشعال أي نار للفتنة. أظن أننا قادرون على كل هذا والبقية تأتي... فقط فلنمعن النظر في التصريحات وحللوا الأخبار واشتموا أي مؤامرة بالفطنة التي لا تكذب والوعي المذهل الذي لامسته من البسطاء وغيرهم من طبقات الشعب. ولأول مره أشاهد انتصار للخير على الشر وكنت أقارن بين موقعة الجمل الأولى (36 هـ) وطرفيها ومعركة الجمل (2011 مـ) وطرفيها ... بعد انتهاء الأولى انتصر ما (أظنّه على الأقل) الباطل (معاوية وسيناريو التوريث ليزيد!!!) ، وفي الأخرى ولي شرف المشاركة والمعاصرة - انتصر الحق والخير والجمال على الباطل والشر والقبح وكل معاني السوء التي تمثلت في سيناريو التوريث لجمال!



قشّات قسمت ظهر الحمير (مع اعتذارنا للحمير الوفية اللى بتفهم)

مقتل الشاب السكندري خالد سعيد بعد تعذيب واضح على جثته على يد أفراد من الشرطة والداخلية ترد ابتلع لفافة بانجو


حصول الحزب الوطني الحاكم على 420 مقعدًا من 508 مقعدًا في انتخابات مجلس الشعب بعد تزوير فاضح لللغاية...




مبارك: "خليهم يتسلوا" – ردًا على البرلمان الموازي للمعارضة


مبارك: "عبارة م اللى بتغرق " أثناء حديثه مع مواطن عزمه على شاي عندما أخبره بأنها يستخدم عبارة كمواصلات للضفه الأخري من بلدته في إشارة إلى عبارة السلام 98 وعبارة سالم إكسبريس وغيرهما


محمد البوعزيزي يشعل النار في نفسه .... ثأرًا لكرامته واندلاع مظاهرات في سيدي بو زيد وأنحاء متفرقه من تونس


الرئيس التونسي زين العابدين بن علي: "وأنا فهمتكم إي نعم أنا فهمتكم" – ردًا على الاحتجاجات التي اجتاحات تونس وبعدها بساعات هروب بن علي وسقوط نظام الطاغية التونسي

مواطن تونسي في شارع بوتفليقة ينادي فرحًا في شارع خالِ من المارة: بن علي - بن علي المجرم هرب - هرب من الشعب التونسي - بن علي السارق - بن علي الكلب ... للتوانسة -يا توانسة يا مهاجرين - يا توانسة يا اللي شتتوا - يا توانسة ... للشهداء - يا توانسة ماعدش خوف - المجرم هرب- بن علي هرب - بن علي هرب... – بكاء ممزوج بفرح مجنون في عين كل وطني وقومي فرحًا بفرحة هذا الرجل..أقسم أني أبكي كلما سمعته..

دعوات من صفحة كلنا خالد سعيد والجمعية الوطنية للتغير وشباب 6 أبريل وحشد وغيرها إلى مظاهره يوم الثلاثاء 25 يناير (عيد الشرطة)

خروج مئات الآف في مظاهرات في ربوع مصر والشرطة تستعمل القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي

مذبحة في السويس ليل الخميس ومقتل سبعة مواطنين وحرائق في أنحاء السويس
عودة البرادعي يوم جمعة الغضب 28 يناير ومظاهرات حاشدة في الجيزة وأنحاء متفرقة من القاهرة ومعظم المحافظات

تمكن المتظاهرن من احتلال ميدان التحرير والاعتصام بشكل دائم بعد يوم الجمعة

الإفراج عن الشاب وائل غنيم مشرف من مشرفي صفحة كلنا خالد سعيد وظهوره في برنامج العاشرة مساءً – كان أدمن الصفحة قد أقسم بعدم الإفصاح عن هويته إلا انه اضطر لذلك - بعد اكتشاف هويته عن طريق شركة جوجل التي أبلغت عن اختفائه أو هكذا بدا الأمر
خطاب مؤثر لمبارك - تلاعب به على العاطفة - تعاطف معه الغالبية - أنا بكيت تصور!! لما لقيت صديقة بتكلمني وتقولي:" بجد كفاية يا محمد حرام الراجل عاوز يموت في بلده ولقيتها تبكي فدمعت- وبعد تفكير وإمعان وتشاور وجدت أنه كلام واهِ... تكشف حين جاء بلطجية النظام الذين أبو إلا أن يفضحه/هم الله في اليوم التالي بعصيهم وجنازيرهم ومطاويهم بل بجمالهم وبغالهم في موقعة سميت بموقعة الجمل II (: وفي العصر اتصلت صديقتي وقالت لا لا ... لا بد أن يُعدم ويوضع على خازوق
ما زاد الطين بلّه  - to add insult to injury- (على رأي القذافي) ما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية: "خبراء: ثروة عائلة مبارك قد تتراوح بين 40 إلى 70 مليار دولار"


سليمان يلقي تصريحات غبية مع وكالة ABC الأمريكية من قبيل "الشعب المصري لا يعرف ثقافة الديمقراطية".. وأن "..التيار الإسلامي هو من دفع بتلك التظاهرات الشبابية" وما تلاه من تصريح الأجندة...واستخدامه لألفاظ من قبيل "خارطة الطريق" و"المفاوضات" في إشارة إلى مفاوضاته غير المجديه مع المعارضة. وخرج عليه الأمريكان يقولون بالبلدي بطلنا نخاف من الفزّاعات يا بن القرعة ... حمرا

أحمد شفيق رئيس الوزراء الجديد يقول أنه ممكن يبعت شيكولاته وبنبوني للمعتصمين والمتظاهرين وتصريحات مختلفة له مع كل قناة – ببلوفر أسود كدا ...


.........


سقوط مبارك بتباتة غريبة ووقوف الراجل اللى ورا عمر سليمان ورا عمر سليمان!!!
****


أي شخص خرج في مظاهرة فئوية أعتبره "pimp" وأراهن أن يكون قد خرج في مظاهرات الثورة التي سبقت سقوط الشرطة أو تلتها...اللي عاوز يتثّبت واللى عاوز يتكيّف واللى عاوز يتورِّك واللى عاوز يت... ...حاجه تقرف يعني....!!


***


بمناسبة فرم زكريا عزمي لأوراق مهمة وسرية في مكاتبه في قصور الرئاسة والحريق الذي أشعله أمناء شرطة في وزارة الداخلية مما أسفر عن حرق أوراق مهمة وسرية أيضًا تذكرت الحرائق التي قرأت عنها من أيام السادات لحد وقت قريب ولم أجد إلا كلمات عمنا نجيب سرور في "أمياته" تعبيرًا عما جال في خاطري ...

تسرق شلن تبقى هيصه وبلوه وجَرِيمَه

تسرق أُلوف الأُلوف تبقى م الابطال

وكل ما السرقه تكبر .. القانون سيمه

وكل ما السرقه تصغر .. فيه حرام وحلال


وتيجى تُجْرُد تلاقى الحِسبه عال العال

مسددين الخانات والمِيَّه فى المِيَّه ..

فيه خانه ناقصه ؟.. حريقه فجأة مش ع البال

و... أمى إن لاقيت حنفيه الميه

***





ليلة جمعة الغضب لم أتمكن من النوم سهرت وفضلت أقرا في رواية "ذات" لصنع الله إبراهيم وما أدراك ما ذات بقا وأنت رايح مظاهرة يعني مسودة أخطاء النظام من سنة سيدنا خشبة


.... المهم كانت مقابلتنا للجيش رائعة يوم جمعة الغضب 28/1 رغم قيام البعض – لم نستطع منعهم - بحرق مجنزرتين – كانوا 3 تمكنت واحده من الهرب-اكتشفنا أنهما من الحرس الجمهوري بعد استجواب الجنديين- هذا عندما تسرب الشك أنهما قدما المزيد من التسليح لما تبقى من قوات الأمن المركزي الذي دافع بغباء لكي يمنعنا من الدخول لشارع القصر العيني باستخدامه للرصاص المطاطي والحي والغاز المسيل للدموع - بمعدل قنبلة ورصاصة كل ثانية. وكانت استقبالنا لهم بعد ذلك محبة ممزوجة بخوف من الغدر وظل هذا التوجس من موقف الجيش حتى بيانه الأول... إلا أن الطائرتين ال إف 16 اللتين حلقتا فوقنا يوم الأحد 30/1/2011 على مستوى منخفض - قُدر بـ 500 متر فقط - بحاجه إلى التحقيق. فلنترك هذا التحقيق للأيام القادمة قد تسفر عنه الأيام ... لكن في الحقيقة تحية إعزاز وتقدير للشهداء وللجرحى والثوار وكل من خرج وهتف لأجل الحرية والحق والخير والجمال في مواجهة أعنف موجات القبح التي واجهناها في التاريخ المصري.


****


تونس ... مصر ... ليبيا ... اليمن ... الجزائر .... البحرين – سوريا؟ - السعودية ؟- ... مد ثوري شعبوي.... لا ننسى ما حدث في لبنان: إحراز حزب الله للأغلبية في البرلمان وتشكيلهم لحكومة ميقاتي ... ترى ما هو مستقبل الصراع العربي الإسرائلي بعد سقوط معظم رجالهم في الشرق الأوسط... وماذا ينتوي – كلمة ينتوي بتفكرني بواحد قال لم أكن أنتوي وهو كان ينتوي – عمله آل صهيون عليهم منا ما يستحقون من تفافة، وبلغم – خصوصًا إذا كان من مدخن – عشان يبقى pure shit.


****


أعتذر عن أي أخطاء كتابية أو أي ألفاظ نابية أو أي أخطاء في ترتيب للأحداث ... داري وشك لو مش عاجبك D:


***

* نسبة إلى عَمرو بن دياب البورسعيدي

** نسبة إلى تامر أو تمورة


.. سننجو ...


دي عشان ما قفلش المقالة/ التدوينة بكلمة مش ولا بُد – من بلكونة مواطن
ختامًا رجاءً لا ترجعونا أكثر من ثلاثين عامًا للوراء بعد أن قفزنا إلى عالم "الحداثة"
لأيام قليلة مضت - من يعرف ؟!- والعالم يفكر فيما "ما بعد الحداثة"