الجمعة، 16 ديسمبر 2016

في مسألة إسلام البحيري

في مسألة إسلام البحيري:
الفكرة في موضوع إسلام إنه بيشتغل بآلية تنقية التراث وهو جهد مطلوب ولا يصح تكفيره أو الاستهانة بجهده رغم أن كلامه ليس جديدا إلا أن الإشادة بمجهوداته أو عدم التقليل منها أو الاستهزاء بها من واجبات أي مهتم ومؤيد لعلمانية الدولة... هاضرب مثال لاستراتيجية إسلام من تصوري لمشاهدات قديمة لاجزاء من حلقاته....
هو بيقول هل الأحاديث زي دي: لا تبدئوا اليهود والنصاري بالسلام 
https://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=127032
وده " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم "
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=81&ID=37
وده "بعثت بين يدي الساعة مع السيف ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري"
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5302&idto=5303&bk_no=52&ID=1860
أحاديث صحيحة 100%  وبالتالي إحنا دينا كده ورسولنا كده فعلا... بيقتل المخالف في الدين ومأمور إنه يعمل مده ويتحرش بغير المؤمنين إلم يقتلهم وإزاي فيه غير مؤمنين يتحرش بيهم ويضيق عليهم أصلا إذا أمر إنه بقاتلهم ويقتلهم ... 
ولا دي مش أحاديث صحيح والبخاري فيه أحاديث مش صحيحة وبالتالي دينا أحسن من كده وهو دين "رحمة للعالمين" ولكم دينكم ولي دين .. إلخ

إسلام من النوع اللي بيقول لأ البخاري ومسلم وكتب الصحاح دي ملهاش لازمة وكلامها مش حقيقي وبيدلل على ده ... مثلا من خلال الرأي المعروف بتاع أنه لا يستطيع مراجعة عدد الأحاديث التي ادعى أنه راجعها لأنه كان هيحتاج أعمار على عمره عشان يراجعها

الخميس، 24 نوفمبر 2016

حياة وموت

عندما تقرأ ملحمة جلجامش وملحمة إيزيس وأوزوريس وكتاب الموتى وأساطير اليونان والرومان القديمة وقصصهم وتصورهم لقصة خلق الإنسان/هبوط الإنسان تجدها محاولات متشابهة لفهم حقيقة الكون وحقيقة الإنسان تتشابه وتتقارب في بعض الأحيان مما ذكر في الديانات الإبراهيمية.
تناول العقل البشري مشكلاته الوجودية الكبرى: كيف جاء الإنسان؟ ما الحياة؟ وما الموت؟ ولماذا نموت؟ وما المصير بعد الموت؟ من خلقنا؟ هل هناك إله؟ هل يموت الإله؟ ولماذا؟ وخرج بأديان وأفكار وفلسفات وآداب وسلوكيات جميعها تعبر عن وتتأثر بهذه المعضلات. وأظن أن أكبر سؤال في هذا الشأن هو الموت لأن أحدًا لم يجيء من هناك ليشرح لنا ماذا هناك
تقول صاحبة الحانة في ملحمة جلجامش:
إلي أين تسعي يا جلجامش
إن الحياة التي تبغي لن تجد
حينما خلقت الآلهة العظام البشر
قدرت الموت علي البشرية
استأثرت هي بالحياة
أما أنت يا جلجامش فليكن كرشك مملوءا علي الدوام
فكن فرحا مبتهجا مساء وأقم الأفراح في كل يوم من أيامك
وأرقص وألعب مساء نهار
وأجعل ثيابك نظيفة زاهية
وأغسل رأسك واستحم في الماء
ودلل الصغير الذي يمسك بيدك
وأفرح الزوجة التي بين أحضانك
وهذا هو نصيب البشرية

الاثنين، 30 مايو 2016

إحساس الفقد.. و«بشاعة» الاغتراب



بقلم: أ/ شريف صالح

بشاعة
محمد سرحان
شعر
دار أوراق
صدر عن دار أوراق بالقاهرة، ديوان "بشاعة" للشاعر الشاب محمـد سرحان وهو الديوان الأول له.
يحتوي الديوان على أكثر من عشرين قصيدة أو نص شعري، حسب جاء التعريف الفرعي للكتاب بأنه نصوص شعرية. بما هربا مما توحي به القصيدة من قيود واحكام في البناء. ولا يبدو سرحان في تجربته الأولى مولعا بأي قالب موسيقي.. فهو آتٍ من منجز قصيدة النثر.. قصيدة التفاصيل العادية.. والكلام الذي لا يقال عادة.. الرهافة.. والتمرد.. والغضب.
وكديوان أول لا يخلو من أخطاء لغوية بسيطة.. كما يتسم الى حد كبير بطغيان حالة شعورية واحدة تجعله أقرب الى قصيدة واحدة ممتدة في حوالي 76 صفحة. من الصعب القول ان تقسيم النصوص وتعدد عناوينها أضفي عليها شيئا من التنوع والاستقلالية.
هذه الحالة الشعورية مؤسسة ابتداء على عنوان الكتاب بشاعة وهو أيضا عنوان نص داخلي نقرأ منه:
أدرج على عتبات البشاعة الآن بأناة
ليس ذنبي أن تكون الخطوة نحو النور عصية
ليس ذنبي أن أتحمل عبء هذا العبث منفردا
سخطي الآن في تمامه
فليتأهب العالم لجحيمي الخاص
كما هو واضح نحن أمام صوت شعري غاضب.. بائس ويائس.. صوت متوحد مع ذاته.. مغترب تماما في علاقته مع العالم.. يعاني احساسا رهيبا بالفقد.. والرعب من الموت. ويعيدنا عنوان المجموعة الشعرية، كما يعيدنا هذا المقطع، الى النص الموازي الذي قدم به سرحان كتابه:
قيل للدفلى لمَ أنت مُرة؟
قالت: بسبب موت شقيقي (مثل كردي)
لو كنت الها لوزعت الخلود بلا حساب،
دون أن أسمح، ولو لمرة واحدة،
لجسد جميل أو لروح شجاعة أن تموت (كازانتزاكيس)
هذا الاستهلال يجعل النصوص كلها كابوسية.. وكأنها سؤال حول الموت والفقد.. ربما تأثر سرحان بتجربة فقد شقيقه محمود شابا.. ومن ثم جاء اهداء الديوان:
الى أخي محمود.. أحبك وسنلتقي
الى حبيبتي منار.. أحبك وأكثر
الى أمي.. أحبك وسننتصر
تكرار مفردة أحبك في الاهداء تمثل حلا وحيدا لما تنثره النصوص من عذابات ووحشة ووفقد وعدم يقين.. وعدم فهم.. فلا يملك الصوت الشعري قيمة أخرى يراهن عليها سوى الحب.. والتي تبدت في نصوص قليلة نسبيا.. تعطي أملا ما في الوجود.
وهو يخصص لذكرى أخيه قصيدة سويا وأيضا نص أخي ونقرأ منه:
في الحياة الأخرى 
سنتبادل الأدوار 
سنقاتل سويا 
- كما في الحياة الأولى 
سأسقط أنا صريعا 
عند أول لائحة انتصار 
فيما ستحمل أنت راية الانتصار 
انتصارٌ ليس كانتصاري:
زائلٌ ومهدد
انما انتصار سرمدي وساحق
تتكئ النصوص على ثقافة بالموروث الديني والأساطير والخمريات، وتتناص مع كل ذلك. ففي أول نص بعنوان سكر نقرأ:
تسكرون على عتبات العالم
وتتوبون عند بابي
أنا الظمآن لخمركم.
هيمنة أحاسيس السأم والحزن والكآبة تأخذنا الى أسئلة فلسفية عن جدوى الوجود وأسئلة الماهية والمصير.. وتتأرجح بنا ما بين مكتسبات حياة عصرية مرفهة واستهلاكية لا معنى لها.. السينما والهاتف.. والطعام والملابس الفاخرة.. وبين أساطيرنا الأولى كما في نصه مونولوج برومثيوس:
من باب الاحتياط
والآن فقط،
أحبك يا زيوس
وفي الحلق منك غصة أيما غصة!
مع تلك الروح الغاضبة المتذمرة المتوحدة، ثمة توق الى الحب.. الى الخلاص.. الى النور.. الى البوح والتواصل مع الآخر:
أقول لنفسي:
لا تتردد في البوح
ذلُ اعترافٍ عذبْ
خيرٌ مِن كِتمان
يَعصِفُ بالروح
ومن أهم الملاحظات على بنية النصوص هو تفاوتها في الطول، وميل بعضها الى الحس السردي. ويمكننا أن نقول باطمئنان أن محمد سرحان أراد كتابة نصوص تشبه ذاته ولا تقلد أحدا.. وبالفعل جاءت نصوصه كمونولوج طويل ل الأنا بكل أحزانها وتقلباتها وأشواقها أيضا. وكأنه أقرب الى مقاومة البشاعة والتحرر من الثقل والسأم عبر كتابته.
المصدر: جريدة النهار الكويتية. رابط المقال الأصلي اضغط هنا