الخميس، 22 يوليو 2010

جزء من رواية "الشّج"

شريف..شريف الحمار..ابن الكلب أحب لماذا يا بن الشمطاء ألا تعرف أن هناك إكسيرًا أبديًا ضد السعادة هنا، ألقى به واحدًا ممن عَبَر مع موسي في البحر، لماذا يا بن الشمطاء.... قرأنا الخبر في الصحف "شاب يشنق نفسه على كوبري قصر النيل بعد أن فشل في الجواز من حبيبته" لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك، كان قليل الكلام -ابن الشمطاء- كثير الفعال لا يتشدق بكلام السياسة مثلى ومثل حسان وملايين من المدّعين غيرنا، لكنه كان بين الصفوف التي تندد بقانون الطوارئ، يخرج بين الصفوف يندد باتفاقيات التطبيع صوته يأز كالرصاص، وضعوا له العصا فأبي أن يتوب، انهالوا عليه بالشوم فأبى إلا أن يحب الطين. لم أعرف عنه ذلك إلا من زميله في العمل "يسري كمال" التقيت به في العزاء....آه يا وطن الخرافة تأكلنا واحدًا تلك الآخر ليعبث شذاذ الأرض في مؤخرتك... أبوها الأحمق رفض تزويجها له بعد أن تقدم لها ثلاث مرات. كثيرات هن يا صديقي... كن كثيرات عرفت الكثير وأعطين لك الوجه والظهر تقبل وتعبث. لكنك تبت عن كل هذا في الوقت الخطأ وفي الزمان الخطأ. تعرفهن أكثر منا. من المؤكد أنها لن تذرف دمعة إلا أمام شاشات التلفاز، حين يلتقي بها مخنثًا فضائيًا في برامج التوك شو..منتشية بإلوهيتها والقرابين التي تلقي بين يديها، كثيرات هن. هذا الوطن ليس وطنك إنه وطن المطبعين..وطن المخنثين. لِمَ أجهدت جسدك الشمعي؟ أما كفاك التهوين على العانسات؟...نعم لم تك بالخاطئ أنت مخلص من طراز عصري، تشعل اللفافات للهائمين -بسيجارة شحاته- دون عود ثقاب، وتشتري المناديل بضعف ثمنها، تنثر الجنيهات بين أيدي العجائز وتقول أعطيه لو كان راكبًا على فرس. اذهب يا شريفًا إلي السماء إننا هاهنا قاعدون كشذاذ الأرض يحرسنا اللصوص والزناة في ماخور الوطن.
مرتضي كاتوزيان...فنان إيراني

ليست هناك تعليقات: