‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

جاثوم

جاثومٌ مُطبقٌ عَلى الأنْفَاس
يداي مكبلتان بأصفادْْ
قدماي زائغتان
 

أُسلم القِياد للمحتوم
أُسلم القِياد لأمر ليس منه بُد
أُهوِّن جِرَاحِي: هذا حلم
أُهوِّن جِرَاحِي: سأفيق
أهون جراحي: هذا حلم
أصحو أجد الحلم حقيقة
أهون جرحي: كل الصَحْو حلم
كل الصَحْو حلم

***
لن تسعدنا الأمنيات: تنكسر بالتقادم
لن يسعدنا الحب: يذبل في زحمة المادة
فقط المطر يبلل جدب الروح .. يجعلنا صالحين للنسيان الأنيق، فتكتمل سعادتنا!

 - - -- -- - -
من ديوان "بشاعة" صدر عن دار أوراق للنشر

الأحد، 13 أبريل 2014

صبــاح

في الصباحِ تهيأتُ بكامل بهجتي
كان الصخبُ ينسابُ عبر المدينةِ
في الطرقاتِ عرباتٌ .. ومارةٌ .. وأكوابُ شايْ
ونُدّل مهيئون ليوم طويل،
الطلبة يرتدون زيهم المدرسي
بناتٌ يرتدين الأخضر، كم أحببت مشيتهن بظهر ممشوقٍ وخفةْ الواثق المنتشي
صبيٌ .. ممشطا شعره آخر صيحة يرتدي بنطالا ضيقا .. عيونه مشاغبةْ
المخبز يعرض الأرغفة الطازجة
وباقة الورد تتغنى بين يدي السيدة العجوز
لا بد لهذا الصباح من أغنية
ستنسحب الشبورة شيئًا فشيئا وتكون الشمس في رابعة النهار
سأختبر الشاعرية في يوم عملْ
وأدندن مع الغرباء المتناثرين على الطرقات أمام بائعة الشاي!

شعــر

ما يحدث .. 
كل ما يحدث 
تنويعات على أوتار الروح 
ألغام في طريق الفرحة 
وخلاص في ذروة التيه
 سيمر ذاك ويعبر
 لا عبرة ترتجى
 فقط اختزان بلا جدوى
***
هذا الصباح
المزاج عكر أكثر قليلا عن ذي قبل
أريد أن أأثم بدون وخزة ضمير
أن أرجع طفلا - لا كالذي كنته - يكره الشجار ويمارس لعب الكرة النظيف

لا بل طفلًا يفقع عين السمك المصطاد
يخنق العصافير التي عجزت عن الطيران
ويضيّق على الغرباء الذين يجتازون الحارة
نافيًا عنّي أي فضيلة
حاملاً أوزاري بكلّ اعتياد! 


الخميس، 29 سبتمبر 2011

مختارات 2



مثل عين تخاطب بدموعها
أبكي!
كامرأة تتشح بالسواد على قبر حبيبها ..
في حداد أنا !
مثل حب كبير، لا ينقسم
أحس بالوحدة !
كظل نور على بادية
أعطش!
مثل شاعر ينظف كلماته
أصرّ!
كامرأة دون أدني أمل،
كنساء كابول
خلف الحوائط،
كصغار مع ذويهم ـ فوق
الجليد الأحمر
أحس بالإحباط والخزي
لأني عاجز عن فعل شيء !!

(زلماي هرمان - شاعر أفغاني)

***

يجيئون في الليل، كخيوط الضباب،
وكثيرا ما يأتون في وضح النهار ..
دون أن يراهم أحد !
يتسللون خلال الشقوق،
ثقوب المفاتيح،
دون ضجيج، لا يتركون أثرا،
أو قفلا مخلوعا، أو فوضى.
إنهم لصوص الزمن !
خفاف ولزجون كثمرة الليتشي الصينية
يشربون زمنك ويبصقونه
بنفس الطريقة التي تقذف بها النفاية.
لا تراهم أبدا وجها لوجه.
وهل من وجوه لهم يا ترى ؟!

( بريمو ليفي - شاعر إيطالي )

***

 يتحدث لوكريس وتيتير عن شجرة الزان
لوكريس عقلاني، تيتير راعي ريفي
.......
الشاعر لوكريس - ... كيف تُلقي في خاطرك نبتةٌ نامية فكرة "الحب": هذه الحاجة إلى اللذة!

الراعي تيتير - اللذة؟ ليس معدن الحب بمثل هذه البساطة!

الشاعر لوكريس - وماذا تريده أن يكون خيرًا من غريزة عامة، ما هو إلا حمةٌ صاغها القدر!

الراعي تيتير - حمة تلدغ؟ ... وتقول إن نفسي، نفس راعي غنم؟

حمة تدلغ؟ إنك لا تجعل منه سوى سهم راعي البقر إن الحب الذي تتصوره ليس إلا حب التيوس ودواب الغابات؛ هذه البهائم تنتابها نوبات إذ تنتشي ببذارها فتلتمس في بشاعه أثناء موسمها الحار أن تخلص أجسادها من هذا السم الحي إنها تعشق بلا حب حسبما تجمعها المصادفات. إني لأعلم ذلك حق العلم أنا الراعي الذي يتدخل في الأمر أحيانًا ويؤلف كما يشاء بين ذكر وأنثى حين يود أن يحصل على جداء منتقى.

(مسرحية محاورة الشجرة - بول فاليري)

***

لا يوجدُ إنسانٌ في العالمِ غيرُ مُهِم


 قدرُ الناسِ كتاريخِ كواكبِ هذي الدُنيا


والكوكبُ يزهو بِتَفرُّدِه وما مِن نَجم

يُشبِهُ قدَرَه 

وإذا حَدثَ وعاشَ المرءُ وحيدا

مغموراً صادَقَ وِحدَتَهُ

يغدو عندَ الناسِ مُهِما باللامُمتِعِ هذا ذاتِه

كلٌّ يحمِلُ طيَّ الذات

عالَمَهُ السريَّ الخاص

وتمرُّ بعالَمِنا لحظة

أروعُ من كلِّ اللحظات

وتمرُّ بعالمِنا ساعَة

أفجعُ من كلِّ الساعات

لكنَّ الناس

تَمضي غافلةً عن هذا الإحساس

حينَ الإنسانُ يَموت

يَخبو مَعَهُ الحسُّ بفرحَةِ أولِ ثلج

وبأولِ قُبلة

وبأولِ نبضَة

يأخذُ مَعَهُ هذي الاحساساتِ ويَمضي

ماذا يَبقى ؟

تَبقى الكتبُ السياراتُ ، جسورٌ تبقى

تبقى أقمشةُ اللوحات

أدري أنَّ كثيراً مِنّا يَبقى

لكنْ أدري أنَّ كثيراً مِنّا يَفنى

ها كُم قانون اللعبة

لعبةِ أقدارٍ لا تَرحَمْ 

 ليسَ الناسُ همو الفانون

لكنَّ عوالمَ تفنى ، تفنى وَتَموت

قد نَستذكِرُ حتى المُذنِبَ والدنيوي

لكنْ ماذا نعرِفُ في الجَوهَرِ عَنهُم ؟
ماذا نعرِفُ عن إخوَتِنا والأصحاب ؟
ماذا عمَّن نَعشقُ نعرِف ؟

معشوقَتِنا وليسَ سِواها ؟
ماذا نعرِفُ عن والِدِنا ؟

 قد نعرفُ كلَّ الأشياء

لكنّا في الجوهرِ لا نعرفُ شيئا

الناسُ تروحُ ولا عودَة

وعوالِمُهم تلكَ الرؤيا السرية

لن تُرجِعهم أبداً للأرضِ الحيَّة

والمرَّةُ تلوَ المرَّة تكبرُ فيَّ لماذا 

وأودُ لو أنّي أصرخُ أصرخُ

من دربِ اللاعودةِ هذا!








الثلاثاء، 1 مارس 2011

مختارات

                                                        
‏أريد أن أجد مبررًا واحدًا كي أعيش وأتحمل المشهد اليومي المقيت لهذا المرض والبشاعة والظلم والموت. ومرة أخرى أنطلق من نقطة مظلمة، من الرحم، وأنطلق الآن إلى نقطة مظلمة أخرى، القبر. تقذفني قوه من الحفرة المظلمة لتجرني قوة أخرى وتقذفني بشكل نهائي إلى الحفرة المظلمة. ‏لست كالرجل المحكوم الذي مات ذهنه من الشراب. حجر ثابت برأس صاح، أخطو في ممر ضيق بين جرفين.


‏وأجهد كي أكتشف كيف أشير للذين يرافقونني قبل أن أموت، كيف أمد يدًا وأهجي لهم، في الوقت المناسب، كلمة واحده كاملة على الأقل، لأخبرهم رأيي بهذا الموكب، وإلى أين نشجه. وكم هو ضروري، بالنسبة إلينا جميعا، أن تكون أقدامنا وقلوبنا منسجمة. ‏أن أقول في الوقت المناسب كلمة واحده لرفاقي، كلمة سر، كالمتآمرين.

‏نعم، إن هدف الأرض ليس الحياة، وليس الإنسان. عاشت الأرض دون هذين، وستعيش بدونهما. إنهما ليس إلا الشرارتين العابرتين لدورانها العنيف. ‏لنتحد، لنمسك بعضنا بعضا بشدة، لنوحد قلوبنا، لنخلق - طالما أن دف ء هذه الأرض يتحمل، طالما أنه ليست هناك زلازل وطوفانات وجبال جليد ونيازك تأتي لتدمرنا - لنخلق للأرض دماغاً وقلبا ونمنح معنى إنسانيا للصراع السوبرماني. ‏إن الألم هو واجبنا الثاني.
                                                                      (نيكوس كازانتزاكيس)
             ***
 
"عندما تنتهي العاصفة ويحلّ الليل ويظهرالقمر بكل بهائه، ولا تتبقى سوى ايقاعات البحر وامواجه تضرب في سمعك، تعرف ماذا اراد الله بالجنس البشري وتعرف ماهية الفردوس"
                                                                      ( هارولد بنتر)
 
     ***
تغني، حاصدة القمح المسكينة،


تظن نفسها سعيدة، ربما؛

تغني، وتحصد القمح، وصوتها، مليء

بترملّ مجهول وسعيد،

تتأرجح مثل نشيد عصفور

في الهواء الأنظف من عتبة.

كم من انحناءات في اللُحْمَةِ الناعمة

للصوت الذي تنسجه في نشيدها!

سماعها، يجعلنا سعداء، حزانى،

مرّ العمل والحقول في صوتها،

وتغني كما لكي تغني، كما لو أنها

تملك أسباباً أخرى غير الحياة.

آه، غنّي، غنّي بدون سبب!

تستولي الفكرة على أحاسيسي.

تعالي وانشري في قلبي

صوتك الحائر، المتموج!

آه! لو يمكنني أن أكونك، وأبقى أنا نفسي!

لو أملك لا وعيك السعيد

ووعي ذلك! أيتها الأغنية!

أيتها الحقول! أيتها السماء! العِلمُ

يزن كثيراً والحياة قصيرة جداً!

اجتاحيني! بدّلي

روحي بطيفك الخفيف،

ومن ثم، حين تحملينني، أمضي! 
                                                                           (فرناندو بيسوا)
***
*إلى مومس من عامة الناس*
 
كوني رابطة الجأش، مطمئنة، أنا والت ويتمان، متحرّر وشهواني
 
مثل الطبيعة.
 
ليس حتى تحتجب عنكِ الشمس، كيما أحتجب أنا عنكِ،
 
ليس حتى تأبى أن تتلألأ لكِ المياه
 
وتخشخش لكِ الأوراق،
 
كيما تأبى أن تتلألأ وتخشخش لكِ كلماتي.
 
يا فتاتي، ضربت معكِ موعداً،
 
وأوصيكِ
أن تتأهبّي، كيما تكوني جديرة بلقائي.
وأوصيكِ
 
أن تكوني طويلة الأناة، وفي أوج زهوكِ حتى أجيء.
 
وإلى ذلك الحين،
 
أحييكِ بنظرة جارحة كي لا تنسيني.     

(والت ويتمان)

                                                                       ***
*مستلقياَ ورأسي في حجركَ أيها الرفيق
مستلقياً ورأسي في حجرك أيها الرفيق،
 
الإعتراف الذي سبق وأدليت به أعود فأكرره؛
 
ما سبق وقلته لكَ على الملأ أعود وأكرره:
 
أعلم أني شديد القلق، وأحمل الآخرين على ذلك،
 
أعلم أن كلماتي أسلحة، معبأة خطراً، معبأة موتاً.
 
(حقاً لأني أنا نفسي الجندي الحقيقي،
 
وليس ذاك الذي هناك بحربته،
وليس أتحدى السلام والأمن وكل القوانين الراسخة
 
كيما أزعزعها.
أنا أكثر عزماً وخصوصاً أنّ الجميع أنكرني
 
بما يفوق ما كان ممكناً فيما لو كنت مقبولاً لديهم.
 
أنا لا أبالي، ولم أبالِ قط، بأي تجربة، بمبدأ أخذ الحيطة والحذر،
 
بصوتِ الغالبية، ولا بكل هذا الهراء.
 
والتهديد المُسمّى الجحيم تافه أو نكرة بالنسبة إليّ،
 
والإغواء المُسمّى الجنة تافه أو نكرة بالنسبة إليّ.
 
يا رفيقي العزيز،
 
أنا أعترف بأني حرضتكَ على المضي معي إلى الأمام،
 
ومازلت أحرضكَ من دون أدنى فكرة عن مآلنا،
 
أو ما إذا كان علينا أن نكون ظافرَيْن،
 
أو خاضعَيْن تماماً ومنهزمَيْن.     
           
(والت ويتمان)
 
 
المصدر: المسيرة الإلكتروني، مجلة أوغاريت




 

الاثنين، 10 يناير 2011

قصائد قصيرة

تَسْكَرون علي عتبات العالم

وتتوبون عند بابي

أنا الظمآن لخمركم؟!

......

فلا عُصِرَ الخمرُ!!

***

يعصُرني الخمارون نبيذاً للعشاق،

يُشَكّلني الخبّازون أرغفةً للجوعي،

فيبقي مني شبحاً مصلوباً في الساحات

لا يذكره سوي الأموات !

***

نتقاسم أيام الغربة في الملكوت: يومٌ لي، يومٌ لك !!

***

مُجَددا تبايعني علي تاج قلبها

وتقولُ أنا أول الممالك البس تاجي

وستاتيك الممالك بالبيعة !

***

ها هنا سأنتظر اعترافاتكم – كالكاهن العجوز،

سأبارككم بقلبي الخشبي ثلاثاً

لكن أخافك أن تأتيني من بين الجموع

لتشكو لي ما أخطأته بحقي!

****

لم أَزُر جنَّتها القصيّة،

لكنّي طرقتُ بابَها بعيني

فأسفرتْ لي عن مغارات الزُمُرُّد ونَبْتِ الرُمَّان.

وحينَ أطَلَّ مِحْرَاثُ النُجُومِ شطْرَ الجَنَّةِ،

أُغلِقَ البَابُ خوفاً من المَارةِ والشُرطَّة والرَب.

****

حزينٌ كيوسفَ في جُبّهِ

ولا صوتُ بشير

حزينٌ كأيوبَ ولا فرجٌ لابتلائه

وفي الخاتمة يدخله الله كما حمالة الحطبِ النارَ

كي يستدفأ من زمهرير

شتاء العُري والشقاء

****

لن أمتعض، فكثيراً ما تركتني أشياءٌ

ها هُنا وولّت غير راجعة

ولن أفتش عن غيرك

لأني لم أفتش عنك!