الجمعة، 25 فبراير 2011

قالت لي العصافير 3






عن الثورة والمادة الثانية



الملحد يريد المؤمن ملحدًا والمؤمنُ الملحدَ مؤمنًا - وهكذا دول الممانعة مع دول الموالاة وهكذا الأهلاوية والزملكاوية والفتحاوية والحمساوية والعمريون* والتامريون**! - ذلك لضعفٍ في إلحاده وذاك لهفو في إيمانه. ألا فنحّوا مسألة الدين جانبًا فكل منا له دينه الذي يختاره في سريرته ولا أحد يستطيع أن يقيس إيمان/إلحاد أحد لا بقول ولا بعمل. لا أجد أن هذا الوقت للخلاف الذي أراه يظهر على الساحة مرة بعد أخرى بعد فترات من الغياب. محاولتك لجلب الآخر إلى فكرتك، مذهبك، لعبتك، مطربك لا يعني بالضرورة أنك على حق فلا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة (على الأرض على الأقل!).... كنت قد شرعت في هذه الفقرة قبل 25 يناير 2011 بيوم أو اثنين تقريبًا وتوقفت لأن خطوط الفكره تضيع من بين يدي أو ألتقطها فأعزف عن المضي قدمًا. المهم أن نفس الرغبة ونفس الفكرة تتوفر الآن بعد تحقق قدر كبير من مطالب الثورة من إسقاط للرئيس والقبض على ثلة من رؤوس الفساد والإفساد وحل مجلسي الشعب والشوري ومع تزايد الضغوط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومطالب المحاكمات ومحاسبة رموز آخرين يلوح في الأفق التحقق التام لمطالب الثورة. إلا أن المشكلة موضوع المقال خرجت على السطح مرةً أخرى في ثوب جديد مشكلة المواطنة والدولة المدنية والدولة الدينية والمادة الثانية من الدستور المصري التي تقول بأن الدين الإسلامي هو دين الدولة واللغة العربية هي لغة الدولة والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. ومشكلة المادة الثانية عند من يجدون فيها مشكلة أنها تهد بلذلك مفهوم الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات بغض النظر عند الدين والجنس أو الإقليم أو العرق وهكذا. ورغم أني لا أجد شخصيًا مانعًا في إلغائها إلا أنني لا أجد مبررًا للقيام بذلك. فلم نسمع عن قضية رفعت وتم التفريق أو محاباة طرف على الآخر لأن هذا من الدين الفلاني و الآخر من الدين الفلتكاني* هل في هذه المادة ما يمنع المسيحي من ممارسة حقوقة أو تفرض عليه واجبات إضافية. هل تفرض الجزية مثلاً هل تفرض سنوات خدمة إضافية في الجيش هل يتم معاملة المسيحي بطريقة مختلفة في السجون نتكلم عن هذا فيما قبل 25 يناير، كنا جميعًا نلاقي نفس المعاملة في الشارع والمستشفى نفس الإضطهاد من قبل الشرطة تقريبًا...كنا جميعًا نرزخ تحت قبضة أمن الدولة وتحت قبضة الفاسدين والمرتشين صغارًا وكبارًا طائفة واحدة كانت ناجية من الظلم والإضطهاد - الأغنياء من الطرفين...كان الغبن يقع على الفقراء أيًا كان الدين والمذهب والعرق واللون. أما بعد 25 يناير فالوضع مختلف حتمًا بوعينا المشترك بأننا نسيج واحد ليس هذا من كتب الإنشاء ومقررات القناة الأولى بل هذا ما شاهدته طوال 18 يومًا من المظاهرات .. "وحد صفك…كتفي في كتفك…حركة وطنيه واحده…ضد الشرطه اللي بتدبحنا" .. هكذا كنا نهتف ... "قول يا محمد قول يا بولس بكره مصر تحصل تونس" - في إشارة إلى الثورة التونسية التي سبقت الثورة المصرية بأيام- هكذا كنا نشدو كنا لما يرفع أحدهم المصحف نقول له هذا ليس مكان المصحف أو يعلو صوت أحدهم بكلمات دينية أو إشارة إلى حزب معينة أو شخصية حزبية معينة ننهاه كانت جماعة الإخوان قد أشارت إلى المشاركين منها بعدم استخدام الشعارات أو اللافتات الإخوانية كانت إشارة ذكية من الدكتور عصام العريان. خرج أصدقائنا المسيحيين رغم أن البابا أوصاهم بعدم الخروج – مما قلّص أعدادهم في الحقيقة... كنا رجل واحد قلب واحد صوتُ واحد ... حتى أنني كنت أصرخ يا الله هل هذا معقول هذا التفاني لا يجمعنا شئ من بجانبي لم أقابله من قبل ومؤكد أني لن أقابله بعد ذلك إلا أنه أخٌ حميم يسارع بوضع الخل على منديلي والكولا لأغسل وجهي والبصل على أنفي – كي لا ننسى دور البصل – هذه هي الروح فيما بعد 25 يناير وما بعده في الميدان وفي السويس الباسلة الشهيدة الحية أبدًا وفي الإسكندرية الفتاة بشعرها المنعكش* ولكنتها الحبيبة تتغني بالحرية وفي كل ميادين وشوارع مصر الحرّة ... هل هذا معقول أصرخ ... عوووووو عواء الفرح والنشوة أورجازم حقيقي في حب الوطن ... كنت أظن ويظن بعض أصدقائي أنني معتوه في كلامي عن الوطن فوجدت العته بذاتي .. جميع الأطياف تتغنى بأغنية الوطن الأبدية ... ملاحدة وحق الله تحققت عندي الشعور بأن المصريين ملاحدة لا يشركون في حب الوطن شئ هناك من تخاذل هناك من بكي على تضرر لقمة عيشه في أيام الثورة، هناك من انطلت عليه الحيل التي اتبعها النظام عبر عهر القنوات الأرضية وغنج القنوات التي كنا نحسبها مستقلة. لم تنطلي الخدع على الأحرار واستمر الاعتصام حتى سقط رأس النظام يلاحقه الذل والعار. عبد الوهاب المسيري يدخل السجن وهو مصاب بالسرطان عشان بيتظاهر عشان العيش المسرطن والفساد طيب يلعن دين أمك، وميتعالجش على نفقة الدولة في حين يعالج كمال الشاذلي رمز من رموز الفساد والإفساد طيلة 40 عام وزوجات رجال الأعمال والوزراء..ليه يعني؟ محمد السيد سعيد يموت مريض ولا علاج لأنه قال لأ، مجلس الشعب 100 % حزب وطني ويقول "خليهم يتسلوا" جمعه الشوان رمز من رموز المخابرات المصرية يترمي من غير علاج ولا معاش وغيرهم المئات وغيرهم الألوف من العقول والخبراء والمفكرين وخيرة الشباب احتوتهم توابيت الغربة أو السجون أو ضويق عليهم في لقمة عيشهم لمجرد أنهم شرفاء لمجرد أنهم يقولوا لا، لمجرد أنهم وطنيين وكل ما هو مخزي وخجل وعميل يتم التعامل معه على أنه الصديق الحميم حسين سالم يبيع الغاز لأسبانيا بثمن بخس لأن جماعة أسبان أصدقائه احتفوا به في مدريد، ثم يصدر الغاز إلى إسرائيل ب 1/10 من السعر العالمي للغاز الطبيعي بخلاف المبدأ القومي طيب خلي عندك دم عشان اقتصاد بلدك ... طيب سيبنا من ده كله تطلع في الآخر حرامي ... بيتكلموا عن ثروة تتراوح بين 40 إلى 75 مليار دولار هذا غير العقارات وغير الآخرين أحمد عز عيل قزم تمسكه مقدرات بلد كامل تاريخه 7000 سنه عشان يحطه في فخذ إلهام شرشر ... وإلهام شرشر تكتب عن الدين طيب تعالي اديني اتنين دين في العضل ... يآخي خلوني أطلع من هدومي ونطلع من خلجاتنا...... نرجع لمرجوعنا المادة الثانية مشكلتها إنها اتعملت من الأساس فطالمها هي موجودة يبقى خلاص هنعمل ليه مشاكل ... مش هيجرى حاجه لما تفضل ... أنا مش شايف ليها أضرار على الدولة المدينة فالمصدر الرئيسي يعني مش المصدر الأول والأخير ... مشكلتنا دلوقتي إن هناك بعض فلول النظام تحاول أن تستغل بعض الخلافات بين البعض لكي لا يتم محاكمة باقي الأسود هل ننسى أن هناك زكريا عزمي لم تتم محاكمته أو توجيه أي إجراء ضده وكذلك الأمر بالنسبة لجمال مبارك هذا العنين الذي أراد أن يعتلى بهية الحرّة رغم إرادة أولادها، وكذلك فتحي سرور وعلي الدين هلال – رمز للمثقف الأكاديمي لما يتقلب معرص – ومفيد شهاب ومحمد إبراهيم سليمان وما أدراك من هذا فهو أول من قننوا الفساد في وزارة الإسكان وجعلوا المتر بنص جنيه في منطقة وبـ 100 ألف في منطقة أخرى حسب التظبيط تحت الترابيزه...وللمعلومة هذا الرجل حاصل على جائزة وسام الجمهورية من الطبقة الأولى – يا سلام – وممدوح حمزة المهندس العبقري يسجن في لندن بإيعاز من النظام القذر عشان نضيف ... يعني ما كان يجري في النظام السابق إبدال القيم وعكسها مما جعل الناس تكلم نفسها...أذكر في هذا السياق كلمة جورج بوش "عرفات إرهابي وشارون رجل سلام" ... هم يعاملوننا كمحتلين بالضبط حتى أن عمر سليمان الأصلع لا أبقى الله له شعره استخدم كلمات "خارطة الطريق" و "مفاوضات" مع المفاوضين من المعارضة المصرية ... لذا لا بد أن نعي لما قد يقوم من مناوشات طائفية أو احتكاك تساعده أجهزة الأمن ويذكيه الأوغاد الأغبياء من الطرفين. لا بد أن نستيقظ والكلام عن المادة الثانية ليس هذا وقته لا بد أن تُحل حكومة شفيق ويتولى نائبه د. يحى الجمل رئاسة الوزراء وإقصاء أحمد أبو الغيط وتلك السيدة - أم شال قطيفة - التي ترتبط في مخيلتي بالمتسولين تحت العمارات الفارهة والتي يضعونها تحت إسم التعاون الدولي ... بالإضافة إلى وزير الداخلية الذي بدأ عهده بمذبحة في الوادي الجديد ويتكلم عن عدم وجود معتقلين مع أننا نعرف جميعًا أن هناك آلاف المعتقلين ما زالوا عالقين في السجون... لا بد لنا من التركيز على هذه الأهداف من تطهيرٍ للبلاد مما تبقى من النظام البائد والاستمرار في تأصيل المفهوم المترسخ للوحدة الوطنية الذي رأيناه جليًا بعد حادث تفجير كنيسة القديسين وما تلاه وعدم السماح لأي مغفل أو متواطئ مع النظام السابق في إشعال أي نار للفتنة. أظن أننا قادرون على كل هذا والبقية تأتي... فقط فلنمعن النظر في التصريحات وحللوا الأخبار واشتموا أي مؤامرة بالفطنة التي لا تكذب والوعي المذهل الذي لامسته من البسطاء وغيرهم من طبقات الشعب. ولأول مره أشاهد انتصار للخير على الشر وكنت أقارن بين موقعة الجمل الأولى (36 هـ) وطرفيها ومعركة الجمل (2011 مـ) وطرفيها ... بعد انتهاء الأولى انتصر ما (أظنّه على الأقل) الباطل (معاوية وسيناريو التوريث ليزيد!!!) ، وفي الأخرى ولي شرف المشاركة والمعاصرة - انتصر الحق والخير والجمال على الباطل والشر والقبح وكل معاني السوء التي تمثلت في سيناريو التوريث لجمال!



قشّات قسمت ظهر الحمير (مع اعتذارنا للحمير الوفية اللى بتفهم)

مقتل الشاب السكندري خالد سعيد بعد تعذيب واضح على جثته على يد أفراد من الشرطة والداخلية ترد ابتلع لفافة بانجو


حصول الحزب الوطني الحاكم على 420 مقعدًا من 508 مقعدًا في انتخابات مجلس الشعب بعد تزوير فاضح لللغاية...




مبارك: "خليهم يتسلوا" – ردًا على البرلمان الموازي للمعارضة


مبارك: "عبارة م اللى بتغرق " أثناء حديثه مع مواطن عزمه على شاي عندما أخبره بأنها يستخدم عبارة كمواصلات للضفه الأخري من بلدته في إشارة إلى عبارة السلام 98 وعبارة سالم إكسبريس وغيرهما


محمد البوعزيزي يشعل النار في نفسه .... ثأرًا لكرامته واندلاع مظاهرات في سيدي بو زيد وأنحاء متفرقه من تونس


الرئيس التونسي زين العابدين بن علي: "وأنا فهمتكم إي نعم أنا فهمتكم" – ردًا على الاحتجاجات التي اجتاحات تونس وبعدها بساعات هروب بن علي وسقوط نظام الطاغية التونسي

مواطن تونسي في شارع بوتفليقة ينادي فرحًا في شارع خالِ من المارة: بن علي - بن علي المجرم هرب - هرب من الشعب التونسي - بن علي السارق - بن علي الكلب ... للتوانسة -يا توانسة يا مهاجرين - يا توانسة يا اللي شتتوا - يا توانسة ... للشهداء - يا توانسة ماعدش خوف - المجرم هرب- بن علي هرب - بن علي هرب... – بكاء ممزوج بفرح مجنون في عين كل وطني وقومي فرحًا بفرحة هذا الرجل..أقسم أني أبكي كلما سمعته..

دعوات من صفحة كلنا خالد سعيد والجمعية الوطنية للتغير وشباب 6 أبريل وحشد وغيرها إلى مظاهره يوم الثلاثاء 25 يناير (عيد الشرطة)

خروج مئات الآف في مظاهرات في ربوع مصر والشرطة تستعمل القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي

مذبحة في السويس ليل الخميس ومقتل سبعة مواطنين وحرائق في أنحاء السويس
عودة البرادعي يوم جمعة الغضب 28 يناير ومظاهرات حاشدة في الجيزة وأنحاء متفرقة من القاهرة ومعظم المحافظات

تمكن المتظاهرن من احتلال ميدان التحرير والاعتصام بشكل دائم بعد يوم الجمعة

الإفراج عن الشاب وائل غنيم مشرف من مشرفي صفحة كلنا خالد سعيد وظهوره في برنامج العاشرة مساءً – كان أدمن الصفحة قد أقسم بعدم الإفصاح عن هويته إلا انه اضطر لذلك - بعد اكتشاف هويته عن طريق شركة جوجل التي أبلغت عن اختفائه أو هكذا بدا الأمر
خطاب مؤثر لمبارك - تلاعب به على العاطفة - تعاطف معه الغالبية - أنا بكيت تصور!! لما لقيت صديقة بتكلمني وتقولي:" بجد كفاية يا محمد حرام الراجل عاوز يموت في بلده ولقيتها تبكي فدمعت- وبعد تفكير وإمعان وتشاور وجدت أنه كلام واهِ... تكشف حين جاء بلطجية النظام الذين أبو إلا أن يفضحه/هم الله في اليوم التالي بعصيهم وجنازيرهم ومطاويهم بل بجمالهم وبغالهم في موقعة سميت بموقعة الجمل II (: وفي العصر اتصلت صديقتي وقالت لا لا ... لا بد أن يُعدم ويوضع على خازوق
ما زاد الطين بلّه  - to add insult to injury- (على رأي القذافي) ما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية: "خبراء: ثروة عائلة مبارك قد تتراوح بين 40 إلى 70 مليار دولار"


سليمان يلقي تصريحات غبية مع وكالة ABC الأمريكية من قبيل "الشعب المصري لا يعرف ثقافة الديمقراطية".. وأن "..التيار الإسلامي هو من دفع بتلك التظاهرات الشبابية" وما تلاه من تصريح الأجندة...واستخدامه لألفاظ من قبيل "خارطة الطريق" و"المفاوضات" في إشارة إلى مفاوضاته غير المجديه مع المعارضة. وخرج عليه الأمريكان يقولون بالبلدي بطلنا نخاف من الفزّاعات يا بن القرعة ... حمرا

أحمد شفيق رئيس الوزراء الجديد يقول أنه ممكن يبعت شيكولاته وبنبوني للمعتصمين والمتظاهرين وتصريحات مختلفة له مع كل قناة – ببلوفر أسود كدا ...


.........


سقوط مبارك بتباتة غريبة ووقوف الراجل اللى ورا عمر سليمان ورا عمر سليمان!!!
****


أي شخص خرج في مظاهرة فئوية أعتبره "pimp" وأراهن أن يكون قد خرج في مظاهرات الثورة التي سبقت سقوط الشرطة أو تلتها...اللي عاوز يتثّبت واللى عاوز يتكيّف واللى عاوز يتورِّك واللى عاوز يت... ...حاجه تقرف يعني....!!


***


بمناسبة فرم زكريا عزمي لأوراق مهمة وسرية في مكاتبه في قصور الرئاسة والحريق الذي أشعله أمناء شرطة في وزارة الداخلية مما أسفر عن حرق أوراق مهمة وسرية أيضًا تذكرت الحرائق التي قرأت عنها من أيام السادات لحد وقت قريب ولم أجد إلا كلمات عمنا نجيب سرور في "أمياته" تعبيرًا عما جال في خاطري ...

تسرق شلن تبقى هيصه وبلوه وجَرِيمَه

تسرق أُلوف الأُلوف تبقى م الابطال

وكل ما السرقه تكبر .. القانون سيمه

وكل ما السرقه تصغر .. فيه حرام وحلال


وتيجى تُجْرُد تلاقى الحِسبه عال العال

مسددين الخانات والمِيَّه فى المِيَّه ..

فيه خانه ناقصه ؟.. حريقه فجأة مش ع البال

و... أمى إن لاقيت حنفيه الميه

***





ليلة جمعة الغضب لم أتمكن من النوم سهرت وفضلت أقرا في رواية "ذات" لصنع الله إبراهيم وما أدراك ما ذات بقا وأنت رايح مظاهرة يعني مسودة أخطاء النظام من سنة سيدنا خشبة


.... المهم كانت مقابلتنا للجيش رائعة يوم جمعة الغضب 28/1 رغم قيام البعض – لم نستطع منعهم - بحرق مجنزرتين – كانوا 3 تمكنت واحده من الهرب-اكتشفنا أنهما من الحرس الجمهوري بعد استجواب الجنديين- هذا عندما تسرب الشك أنهما قدما المزيد من التسليح لما تبقى من قوات الأمن المركزي الذي دافع بغباء لكي يمنعنا من الدخول لشارع القصر العيني باستخدامه للرصاص المطاطي والحي والغاز المسيل للدموع - بمعدل قنبلة ورصاصة كل ثانية. وكانت استقبالنا لهم بعد ذلك محبة ممزوجة بخوف من الغدر وظل هذا التوجس من موقف الجيش حتى بيانه الأول... إلا أن الطائرتين ال إف 16 اللتين حلقتا فوقنا يوم الأحد 30/1/2011 على مستوى منخفض - قُدر بـ 500 متر فقط - بحاجه إلى التحقيق. فلنترك هذا التحقيق للأيام القادمة قد تسفر عنه الأيام ... لكن في الحقيقة تحية إعزاز وتقدير للشهداء وللجرحى والثوار وكل من خرج وهتف لأجل الحرية والحق والخير والجمال في مواجهة أعنف موجات القبح التي واجهناها في التاريخ المصري.


****


تونس ... مصر ... ليبيا ... اليمن ... الجزائر .... البحرين – سوريا؟ - السعودية ؟- ... مد ثوري شعبوي.... لا ننسى ما حدث في لبنان: إحراز حزب الله للأغلبية في البرلمان وتشكيلهم لحكومة ميقاتي ... ترى ما هو مستقبل الصراع العربي الإسرائلي بعد سقوط معظم رجالهم في الشرق الأوسط... وماذا ينتوي – كلمة ينتوي بتفكرني بواحد قال لم أكن أنتوي وهو كان ينتوي – عمله آل صهيون عليهم منا ما يستحقون من تفافة، وبلغم – خصوصًا إذا كان من مدخن – عشان يبقى pure shit.


****


أعتذر عن أي أخطاء كتابية أو أي ألفاظ نابية أو أي أخطاء في ترتيب للأحداث ... داري وشك لو مش عاجبك D:


***

* نسبة إلى عَمرو بن دياب البورسعيدي

** نسبة إلى تامر أو تمورة


.. سننجو ...


دي عشان ما قفلش المقالة/ التدوينة بكلمة مش ولا بُد – من بلكونة مواطن
ختامًا رجاءً لا ترجعونا أكثر من ثلاثين عامًا للوراء بعد أن قفزنا إلى عالم "الحداثة"
لأيام قليلة مضت - من يعرف ؟!- والعالم يفكر فيما "ما بعد الحداثة"








الاثنين، 10 يناير 2011

قصائد قصيرة

تَسْكَرون علي عتبات العالم

وتتوبون عند بابي

أنا الظمآن لخمركم؟!

......

فلا عُصِرَ الخمرُ!!

***

يعصُرني الخمارون نبيذاً للعشاق،

يُشَكّلني الخبّازون أرغفةً للجوعي،

فيبقي مني شبحاً مصلوباً في الساحات

لا يذكره سوي الأموات !

***

نتقاسم أيام الغربة في الملكوت: يومٌ لي، يومٌ لك !!

***

مُجَددا تبايعني علي تاج قلبها

وتقولُ أنا أول الممالك البس تاجي

وستاتيك الممالك بالبيعة !

***

ها هنا سأنتظر اعترافاتكم – كالكاهن العجوز،

سأبارككم بقلبي الخشبي ثلاثاً

لكن أخافك أن تأتيني من بين الجموع

لتشكو لي ما أخطأته بحقي!

****

لم أَزُر جنَّتها القصيّة،

لكنّي طرقتُ بابَها بعيني

فأسفرتْ لي عن مغارات الزُمُرُّد ونَبْتِ الرُمَّان.

وحينَ أطَلَّ مِحْرَاثُ النُجُومِ شطْرَ الجَنَّةِ،

أُغلِقَ البَابُ خوفاً من المَارةِ والشُرطَّة والرَب.

****

حزينٌ كيوسفَ في جُبّهِ

ولا صوتُ بشير

حزينٌ كأيوبَ ولا فرجٌ لابتلائه

وفي الخاتمة يدخله الله كما حمالة الحطبِ النارَ

كي يستدفأ من زمهرير

شتاء العُري والشقاء

****

لن أمتعض، فكثيراً ما تركتني أشياءٌ

ها هُنا وولّت غير راجعة

ولن أفتش عن غيرك

لأني لم أفتش عنك!




السبت، 7 أغسطس 2010

جزء من "الشَّج" -- عبد السلام زارع

علاقتي بأحمد مروان برجماتية محضة يتخللها نفاق حين أفكر في الأمر لماذا أفعل ذلك؟ أكاد أصدق وفائي الذي أظهره إياه، فما كان وفائي إلا من أجل قطعة كيك أكبر...وهاأنذا في حسابات المحل في حال أفضل. هذا زمن المسخ على أن أتمرغ مع تلك القطط العرجاء التي تترنح في الطرقات مع تلك الأشباح القذرة لأصل نحو الكمال الذي أبغيه...وأكون كما شئت. حين ألتقي بحسان وشريف تتلقي أفكارنا في العبث. الكون بحيرة خراء. صندوق قمامة من الذل، مائدة رحمن مما تبقي فينا من نخوة، طابور انتظار لسلاطين الإنفشاخ...قُسمنا طبقات لكي نمسح الجوخ للآخرين ونعبد آخرين دون الله هكذا أراد المخرج وعلينا إتباع السيناريو لا نحيد ولا نميل، سيناريو مكرر ومقيت، النساء أسوأ ما في الكون لو تسني لي رسمها لرسمتها شجًّا يفوح منه الزرنيخ والصديد...الزط هو الحل..كي يستريح الجميع. أنا حقير ولكني أقل حقارة من الجميع إذا فأنا الأفضل. أنا ونيس المظلومين أنا روبين هود..,أنا وحسان وشريف والعالم بعد ذلك خراء..أصدقائي للأبد....ما رأيكم ليس هناك عمل في الغد ...موافقون؟ - نقول هكذا كي نطمئن أن ليس هناك ثمة قيود- وحين نغب من كاس الحياة ومزتها يوصي أحدنا الآخر بالصلاة والزكاة ما كان حيًا.

أميل على حسان وأنا في نشوة الخمر "وبعد يا صديقي..أبو بكر وعمر ماذا نفعل بهما؟" يرد على:"نغلق قلبينا عليهما ولا نخرجهما إلي هذا العالم القذر"...ألا تشم هذا النتن يا عبد السلام لو ركزت في رائحة العطر لوجدته نتِنًا..آه يا عبد السلام. خيرٌ لنا أن نموت بعيدًا في جزيرة بعيدة أو نلقى جيفًا إلى حيتان البحر على أن نعيش في وطن كهذا..تعبت من هذا العبث اليومي أخباري التي أقدمها كتاباتي التي أكتبها لا شئ القرآن الذي يقرأه المقرئ من إذاعة القرآن الكريم في الصباح لا شئ لا احد يعتبر لا سائق التاكسي، ولا موظف المرور ولا ذلك الموظف المتخم من الرشاوى ولا القاضي الذي يضع آية مزخرفة ولا صاحب المكتب الذي يضع المعوذتين وراءه كي يطرد الحاسدين باسم الرب ويمص دم الموظفين باسم الرب أيضًا....هل يمكن أن أكون نبيًا وسط قوم كهولاء. إنني أستحي من أقول أنا عربي...لا أرددها بين نفسي... إذا كنا بذلك السوء بعد نزول الدين فينا فكيف لو مكثنا كما نحن؟ نحن مثل دمية يركلنا العالم أجمع حتى إفريقيا تركلنا يا ابن زارع باسم إسرائيل..إسرائيل تعين لنا رؤساءنا وتحبل لنا نساءنا، إسرائيل صارت قوة إلهية عصية تطال أقواتنا وماءنا، نخلنا وتراثنا وقرآننا وقمحنا وعلماءنا وتغتال أي نبتة خير فينا، صرنا لا نحتاج إلي مؤامرة يا صديقي غربية أو شرقية أو ماسونية نحن نسير تلقائيًا في خطة محتومة النهاية نحو الزوال" شريف أبسط من هذا حين يسمعنا نتكلم في السياسة يحرك يده أمام وجهه كأنه يهش عنه الذباب ويرفع الكأس. يسألني الله بداخلي ما الذي دفع بك إلى الخمر وقد كنتَ منه براء؟ أما تخاف ألا تذوقها في الجنة؟ يا ربي أنا لم أخلق للخمر ولا للنساء أنا خلقت كي أنام قريرًا وأنا مطمئن أن أحدا لن يقلب جيوبي أو ينزع عني بنطالي كي يفرغ فيَّ أو أفرغ فيه ما تيسر من شهوة، أريد أن أعيش في سلام أو أن أموت في سلام. لماذا خلقتهم كلاب ينهشون جسدي ينزعون عنى أغلفة البراءة التي وضعتها بلطف علىّ، أنا الذي حلمت بأن أموت لأجلك، لأجل أن يؤمن بك آخرون...إنها غفوة يا ربي سأعود إليك، فقط لا تعاود علىًّ نهشات الكلاب بين الضلوع. شريف سيفيق من شروده..."وأتوهن من الخلف، هو خير لكم صدقوني هن يطلبن مني ذلك"...كانت مفاجئة فهو يدرأ عنه شبه الغلمان وها هو يسير في طريق الغلمنة ولكن مع العانسات!! ما أبشعه من طريق لعانس، ضحكنا امتلأت الصالة الفسيحة بضحكاتنا واستفاض في الحديث لكن ما لبث أن أوجعنا الكلام حين ارتدننا نبلع الضحكة في حلوقنا. ما أمَّر حزن أولادك يا وطن. هل هناك وطن غير هذا يأكل بنيه. يستمر الضحك والنزف ونرجع نجر نير الثيران في دورتها اللانهائية بين عرق المترو والمواصلات وذوي العاهات والشحاذين والسفهاء والمقهورين...هناك مليون سبب لأعيش حياة العبث فيك يا وطن الخرافة. لن يحرسك أبو الهول من اللصوص سيعبثوا بإليتيه ويبصقوا عليه دون أن يتحرك.

الخميس، 22 يوليو 2010

جزء من رواية "الشّج"

شريف..شريف الحمار..ابن الكلب أحب لماذا يا بن الشمطاء ألا تعرف أن هناك إكسيرًا أبديًا ضد السعادة هنا، ألقى به واحدًا ممن عَبَر مع موسي في البحر، لماذا يا بن الشمطاء.... قرأنا الخبر في الصحف "شاب يشنق نفسه على كوبري قصر النيل بعد أن فشل في الجواز من حبيبته" لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك، كان قليل الكلام -ابن الشمطاء- كثير الفعال لا يتشدق بكلام السياسة مثلى ومثل حسان وملايين من المدّعين غيرنا، لكنه كان بين الصفوف التي تندد بقانون الطوارئ، يخرج بين الصفوف يندد باتفاقيات التطبيع صوته يأز كالرصاص، وضعوا له العصا فأبي أن يتوب، انهالوا عليه بالشوم فأبى إلا أن يحب الطين. لم أعرف عنه ذلك إلا من زميله في العمل "يسري كمال" التقيت به في العزاء....آه يا وطن الخرافة تأكلنا واحدًا تلك الآخر ليعبث شذاذ الأرض في مؤخرتك... أبوها الأحمق رفض تزويجها له بعد أن تقدم لها ثلاث مرات. كثيرات هن يا صديقي... كن كثيرات عرفت الكثير وأعطين لك الوجه والظهر تقبل وتعبث. لكنك تبت عن كل هذا في الوقت الخطأ وفي الزمان الخطأ. تعرفهن أكثر منا. من المؤكد أنها لن تذرف دمعة إلا أمام شاشات التلفاز، حين يلتقي بها مخنثًا فضائيًا في برامج التوك شو..منتشية بإلوهيتها والقرابين التي تلقي بين يديها، كثيرات هن. هذا الوطن ليس وطنك إنه وطن المطبعين..وطن المخنثين. لِمَ أجهدت جسدك الشمعي؟ أما كفاك التهوين على العانسات؟...نعم لم تك بالخاطئ أنت مخلص من طراز عصري، تشعل اللفافات للهائمين -بسيجارة شحاته- دون عود ثقاب، وتشتري المناديل بضعف ثمنها، تنثر الجنيهات بين أيدي العجائز وتقول أعطيه لو كان راكبًا على فرس. اذهب يا شريفًا إلي السماء إننا هاهنا قاعدون كشذاذ الأرض يحرسنا اللصوص والزناة في ماخور الوطن.
مرتضي كاتوزيان...فنان إيراني

الأحد، 6 يونيو 2010

قالت لي العصافير "2


قالت لي العصافير 2



أنقل ما يدور في ذهني بلا تنسيق



تجتاحني بين الفينة والأخرى أفكار وأسئلة وجودية تدفعني للقول بالعدم. على الفور أهرول إلى ديوان الناس في بلادي وأفتح القصيدة التي تحمل اسم الديوان (الذي أعتبره أفضل دواوين صلاح عبد الصبور على الإطلاق)...القصيدة تحمل سؤالاً وجوديًا أعتبره جدير بنا أن نسأله :



"ما غاية الإنسان من أتعابه، ما غاية الحياة؟
يا أيها الإله!!"

والوجودية Existentialism مذهب فلسفي يعتبر هيدجر وسارتر فلاسفته المؤسسين وازدهرت الوجودية بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لما حدث من أهوال ...مئات الآلاف من القتلى وآلاف القرى والمدن التي هدمت على رؤوس ساكنيها...تساءل الناس في أوروبا "هل الله موجود؟" "هل إذا كان موجود كان سيحدث كل هذا؟"...فاجتاحت أوروبا فكرة "موت الإله" التي تحدث عنها نيتشه في كتابه الأشهر"هكذا تكلم زراديشت". وتتابعت الكتابات الوجودية في أوروبا في الأربعينيات وما تلاها....كانت أكثر الأفكار التي جذبتني في رواية "عصر الملائكة" "The Time Of the Angels" درستها لكاتبه اسمها Iris Murdoch – قامت كينت وينسليت بدورها في فيلم عن "إيرس ميردوك" يحمل اسم "Iris" يقول الكاتب الإنجليزي A.E.Wilson كتابا عنها أعتبر "ليست سيرة ذاتية bigraphy ولكن anti-biography " فقد انتقدها بوقاحة على حد تعبير صحيفة الجارديان فقد قال أنها أي إيرس ميردوك " thrived on acts of betrayal", was cruel, and was "prepared to go to bed with almost anyone"."لقد ازدادت خياناتها وكانت قاسية وكانت على استعداد لمعاشرة أي شخص تقريبًا "**يذكرني هذا بنكته عن الملكة نازلي أم الملك فاروق زوجة الملك فؤاد - الذي كان يعاملها بقسوة في حياته - تقول النكته أن الملكة نازلى أصيبت بالحصوي لأنها نامت مع طوب الأرض" .." تتكلم الرواية في جو ما بعد الحرب عن قس كان من أشد المؤمنين ثم انتابته حالة وجودية فصار منعزلاً منطويًا يعتقد بوجود قس دون إله. يعاشر ابنة أخيه المعاقة- التي هي في الحقيقة ابنته من امرأة أخيه المتوفي! الرواية تتحدث عن ثلاثة أخوة لهم رؤي مختلفة...مسرح يخسر فيه الجميع. تقول الرواية أن الإله هو – بالأحرى كان - "الخير" "good" فلما مات الإله أخذ كل ملاك مفهوم الحق والخير من وجهة نظره، لذا صار هناك خير متعدد وشر متعدد. أي ما يراه أحدنا منتهى الشر يمكن أن يراه الآخر عين الحق والخير. أما صلاح عبد الصبور لم يقل بموت الإله. إنما هي أسئلة كالتي يسألها الطفل "ما غاية الحياة" "طالما هناك موت، لماذا الحياة" وفي جميع قصائد الديوان تجتلي فكرة الموت المسيطرة على الشاعر ذلك الموت الذي لا يفرق بين من تمتلئ غرفه بالذهب اللماع والذين يلبسوا جلاليب الكتان القديمة:



"وأربعون غرفة ملئت بالذهب اللماع
وفي مساءٍ واهن الأصداء جاءه عزريل
يحمل بين يديه دفترًا صغيرًا
ومد عزريل عصاه
بسر حرفي ''كن'' بسر لفظ كان
وفي الجحيم دحرجت روح فلان..............
...................................................
بالأمس زرت قريتي ، قد مات عمى مصطفي
ووسدوه في التراب
لم يبتن القلاع (كان كوخه من اللبن)
وسار خلف نعشه القديم
من يملكون مثله جلباب كتان قديم"

ورغم رد الفعل تجاه "الموت":

"كم أنت قاس ٍِ موحش أيها الإله"
.....................................
"وعند باب القبر قام صاحبي خليل
حفيد عمى مصطفي
وحين مد للسماء زنده المفتول
ماجت على عينيه نظرة احتقار
فالعام عام جوع"!!





















إلا أن الناس في بلادي رغم الفقر والجوع والموت
".....جارحون كالصقور
غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة الشجر
وضحكهم يئز كاللهيب في الحطب
خطاهمو تريد أن تسوخ في التراب
ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشئون
لكنهم بشر
وطيبون حين يملكون قبضتي نقود
ومؤمنون بالقدر"




















وتمضي فترة بي أسائل نفس الأسئلة التي يطرحها عم مصطفي، مستمعا إلى أقاصيصه التي كان يحكيها

وعند باب قريتي يجلس عمى "مصطفي"
وهو يحب المصطفي
وهو يقضّى ساعة بين الأصيل والمساء
وحوله الرجال واجمون
يحكى لهم حكاية.. تجربة الحياة
حكاية تثير في النفوس لوعة العدم
وتجعل الرجال ينشجون
ويطرقون
يحدقون في السكون
في لجة الرعب العميق، والفراغ، والسكون
ما غاية الإنسان من أتعابه، ما غاية الحياة؟"

ثم أنتقل إلي قصيدة أخري "زمن السأم" لعبد الصبور تنخس دماغي بعبثية الحياة وعدميتها وعقمها
فـــــ"هذا زمن السأم
نفخ الأراجيل سأم
دبيب فخذ امرأة مابين إليتي رجل
سأم
لا عمق للألم
لأنه كالزيت فوق صفحة السأم
لا طعم للندم
لأنهم لا يحملون الوزر إلا لحظة
ويهبط السأم
يغسلهم من رأسهم إلى القدم
طهارة بيضاء تنبت في مغاور الندم
تدفن فيها جثث الأفكار والأحزان
ترابها
يقوم هيكل الإنسان
إنسان هذا العصر والأوان"
فيمر علىّ شبح شكسبير مرتديًا رداء هاملت قائلاً
"How weary, stale, flat and unprofitable seems to me all the uses of this world"

"لشد ما تبدو تقاليد هذا العالم بالية عتيقة، لا تستساغ ولا تجدي نفعا فما أحقر الدنيا"

يقبل شبح أمل دنقل فيصيح كأنني كنت أتحدث معه منذ زمن"

إن تكن كلمات الحسين
و سيوف الحسين
و جلال الحسين
سقطت دون أن تنقذ الحقّ من ذهب الأمراء
أفتقدر أن تنقذ الحقّ ثرثرة الشعراء *
و الفرات لسان من الدم لا يجد الشفتين ؟ !
***
مات من أجل جرعة ماء
فاسقني يا غلام صباح مساء
اسقني يا غلام ..
علّني بالمدام ..
أتناسى الدماء !

* يقصد بالشعراء...كما أفهم الحكماء والفلاسفة والمفكرين وكل آخر "مفكر"

لكن نجيب سرور له رأي آخر يري مقتل عمر بن الخطاب على يد ابن لؤلؤة المجوسي بداية المشاكل وليس خلاف "على" و"معاوية" يخرج من ركن مظلم لينير كوني الصغير وينشدني:

"لو أن ابن الخطاب التفت وراءه ..
لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر ..
من سروال القاتل في أرض المسجد ..
لكن ابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر ..
ويقول << .. الكلمة >>
والوجه الى المحراب ..
والقلب .. العين .. هنالك في ملكوت الله ..
والكهان القتلة خلفه **..
والصف وراء الصف كما لو ..
أنهمو حقاً جاءوا لصلاة ..
جاءوا في الأقنعة كما جاء الخنجر ..
بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال ..
جاءوا في الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار ..
كان الإجماع على الطعنات المسمومة ..
في جه الظهر .. !



-- أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى في الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون
الكون - في غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة -
الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر
-ويرى القتلة - من آخر كوهين في آخر صف - ولهذا ما التفت وراءه - فهو يصلى -
ويؤم صلاة .. ويكبر - ويقول الكلمة .. - والكلمة أبدا لا تسقط - من طعن الخنجر -
الكلمة عهد مربوب ومقدر - مكتوب ليتم المكتوب - لا تجبن أبدا للشهداء أمام الموت قلوب
-وإلى الله الكلمة تصعد - حين تكون من الكلم الطيب - لو أن ابن الخطاب التفت وراءه -
وأدار إلى المحراب الظهر - وتملى في الكهان قليلا - في الصف وراء الصف - وعلى
لؤلؤة القاتل ثبت نظرة صقر - لتغير وجه التاريخ وظهره .. - هذا جائز - لكن ما الجدوى
والكلمة - في هذا الجائز ما تمت ؟! – يا لؤلؤة الأعمى - إطعن ظهر ابن الخطاب المبصر -
اطعن .. اطعن .. اطعن .. - وسيقتلك القتلة - كى لا تفشى السر .. - اطعن فابن الخطاب
» .. - الكلمة » القديس - لن يلتفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة ويكبر - ويقول
يابندر أين ابن الخطاب .. – يا مذبح كل الشهداء – يا مأوى كل الشعراء – يا مسرح كل
الكهان - والخصيان - واللوطيين - بروح أو جسد أو بالفكر - ألحق أقول لكم .. - ألشك
اليوم يقين للشرفاء - ألمذبوحين المنفيين المنسيين - والغرباء - مادام الغربان .. - البوم
- احتلوا دور الشهداء - ألحق أقول ودوما قلت الحق - أخطأت كثيراً لكن كانت ليلاى
م تعشق يا قلب سواها - لم تحلم إلا برضاها - لم تنبض إلا بهواها - والقلب - « الكلمة »
دليل المؤمن في ريف بلادي .. - ولهذا لم أفقد في التيه طريقى - لم أخطىء حتى حين
تعددت العثرات على الدرب الممتد بغير نهاية - في التيه طريقي - لكن الكهنة والكوهين -
دأبوا يعطون الغفران - للمومس منهم واللوطى - والزنديق الداعر والذيل - أما الحرمان
فللطاهر مناذيله - يتأبى أن يلتفت وراءه - كابن الخطاب - فالطاهر ليس يذيل - لابل لاذيل
لطاهر - ومشيت بعز ظهيرتنا عريان الظهر - مشقوق السروال من الخلف مغطي العوره -
ياوطنى .. وطنى المشقوق الصدر - طفت عليكم سكرانا بمحلات .. « وطنى » بجريدة
بدكاكين العهر العلنية - حيث تجمعتم موتى أو مخمورين - وأنا مخمور حتى - « العلية »
شعر الرأس - لكن رأسى لا تهتز - حتى تحت الفأس - من بينكمو لعبت لكم دور المجنون
طفت عليكم أصرخ - أللعبة غش في غش ".















__ اضحك من قلبك..
"الكهان....يقول الطبري"
يقول الطبري: إن قريشاً ملت عمر بن الخطاب، فهو قد حصرها في المدينة ومنع عليها التجول في الأمصار، وقال بصريح العبارة: ألا إن قريشاً أن يتخذوا مال الله معونات دون عباده. ألاّ فأما وابن الخطاب حي، فلا، أني قائم دون شعب الحرة آخذ بحلاقيم قريش. وحجزها أن يتهافتوا في النار.

ينهكني الصداع بين النظريات والآيات والسور..الكتب...الأطروحات...عناوين الصحف...السجائر التي صارت بلا طعم مثلها مثل الطعام......لا يخرجني من هذه الحالة اليومية سوى النوم



لكن الخوف أن تعاودني هذه الأفكار.



*******


"إذا كانت هناك حقيقة فالموت هو الحقيقة التي لا يمكن إنكارها"
"إن الله خلق الإنسان على الأرض قردًا يتلهى به"
"الآخرون هم الجحيم" سارتر ومن عجبٍ أن سارتر يستخدم ألفاظ "الله ...الجحيم "



******

أتبني نظرة جوناثان سويفت عن البشرية فهو عندي المثل الأعلى ....يقول ويل ديورانت عنه في قصة الحضارة" وقد تعيننا علل سويفت الجسيمة على فهم السر في رداءة طبعه وسرعة غضبه، أنه منذ 1694، وهو في السابعة والعشرين من العمر، بدأ يعاني من دوار في الأذن الداخلية ومن حين لآخر، وبشكل لا يمكن التنبؤ به، أصابته نوبات من الدوار وتشويش الذهن والصمم. ونصح طبيب مشهور هو دكتور رادكليف بأن يوضع سائل مركب داخل كيس في لمة (الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن) سويفت، واشتدت به العلة على مر السنين، وكان من الجائر أن تسبب له الجنون. ويحتمل انه في 1717 قال للشاعر أدوار بنج، مشيرا إلى شجرة ذابلة "إني سأموت مثل هذه الشجرة سأموت في القمة." وكان هذا وحده كافيا ليتشكك في قيمة الحياة، وليرتاب قطعا في وجه الحكمة في الزواج. ومن الجائز أنه كان عنينا، ولكنا لا نستطيع الجزم بهذا. وأعتاد على كثرة المشي اتقاء لهزال جسمه، فمشى مرة من فارنام الى لندن: 38 ميلا.



وزاد من شدة مرضه حدة حواسه حدة مؤلمة، وهي عادة تلازم حدة الذهن وفرط الذكاء. وكان بشكل خاص شديد الحساسية للروائح في شوارع المدن وفي الناس. فاستطاع بمجرد الشم، عن صحة من يقابل من الرجال والنساء، وخلص من هذا إلى أن الجنس البشري أصابه النتن. ولذلك كان مفهوم المرأة الجديرة بالحب والإعجاب عنده ينحصر إلى حد ما في:



"أنها لا يخرج من جسمها النقي هبات كريهة الرائحة تثير الاشمئزاز، لا من خلف ولا من قدام، ولا من فوق، ولا من تحت، ولا يتصبب منها العرق البغيض".



أنه يصف "غادة جميلة في طريقها إلى الفراش"، ونفس المرأة حين تفيق.



"إن من يرى كورينا في الصباح يتقيأ، ومن يشم رائحتها يصاب بالتسمم".





















إن مفهومه عن المرأة الشابة الجميلة مرتبط بحاسة الشم:
"إن أعز رفيقاتها لم يرينها يوما تجلس القرفصاء لتتبول، ولك أن تقسم بأن هذه المخلوقة الملائكية لم تحس يوما بضرورات الطبيعة، فإذا مشت في شوارع المدينة في الصيف لم يلوث أبطاها ثوبها. وفي حلبة الرقص في القرية أيام القيظ لن يستطيع أنف أن يشم رائحة أصابع قدميها".
وكان سويفت نفسه نظيفا إلى حد التزمت. ومع ذلك فإن كتابات هذا الكاهن الأنجليكاني تعد من أفحش ما كتب في الأدب الإنجليزي. أن تبرمه بالحياة جعله يقذف بأخطائه في وجه زمانه. ولم يبذل أي جهد في إرضاء الناس، ولكنه بذل كل الجهد في أن يسيطر ويتحكم، لأن السيطرة خففت من شعوره الخفي بعدم الثقة في نفسه. وقال أنه يكره (أو يرهب) كل من لا يستطيع أن يأمره، على أن هذا لم يصدق على حبه لهارلي، وكان غضوبا عند الشدة، متغطرسا فظا وقت الرخاء والنجاح. وأحب السلطة أكثر مما أحب المال. وعندما أرسل إليه هارلي بخمسين جنيها أجرا لمقالاته، رد الحوالة وطالب بالاعتذار، وكان له ما أراد، فكتب إلى ستيللا "لقد استرضيت مستر هارلي ثانية".وكان يكره الرسميات ويحتقر النفاق. وبدا له أن الدنيا تميل إلى قهره وقابل هو العداء بمثله صراحة، وكتب إلى الشاعر بوب: "إن غاية ما أصبو في كل أعمالي أن أزعج العالم وأضايقه، لا أن أسليه، فإذا استطعت أن أحقق هذا الغرض دون أن الحق الأذى بشخصي أو بثروتي، لكنت أعظم كاتب لا يكل ولا يمل رأيته أنت في حياتك.. إذا فكرت في الدنيا فأرجوك أن تجلدها بالسوط بناء على طلبي. لقد كنت أبدا أكره الأمم والوظائف والمجتمعات. وكان كل حبي للأفراد، إني أكره طائفة رجال القانون، ولكني أحب مستشارا بعينه أو قاضيا بعينه، وهكذا الحال مع الأطباء. (ولن أتحدث عن صناعتي)، والجنود، والإنجليز والاسكتلنديين والفرنسيين، ولكني أساسا أكره وأمقت هذا الحيوان الذي يسمى إنسانا، ولو أني من كل قلبي أحب جون وبيتر وتوماس وهكذا)
***يذكرني كلام سويفت بPerfume الفيلم والرواية. لتلعب في الدماغ ثنائيات ومفارقات أخري.

وفي رحلات جاليفر قال سويفت رأيه في الجنس البشري بطريقة ساخرة فالناس إن رأيتهم بعدسة مكبرة رأيت منهم كل القبح والعجرفة ناهيك عن العفونة وتفصد العرق وإن رأيتهم بعدسة مصغرة بدت لك تفاهتهم فهم ينقسمون إلي حزب ذوي الكعوب الكبيرة وحزب الكعوب القصيرة، حزب الذين يكسرون البيضة من طرف الصغير والآخرون الذين يكسرونها من طرفها الكبير....سنة وشيعة وأكراد...ذوي اللحى والذي بدون لحى، المنقبات والسافرات المحجبات وغير المحجبات ولا أدرى ما المشكلة وما الخلاف...؟
*******
"قلتم لي: لا تدس أنفك في ما يعني جاركْ لكني أسألكمْ أن تعطوني أنفي وجهي في مرآتي مجدوعُ الأنفْ" صلاح عبد الصبور....
"كيف تبصر القذي في عين أخيك، ولا تبصر الجذع الذي في عينك" المسيح
ليس من المهم عندي في فيلم "كابوريا" مصارعة الديوك التي أستبدلها الأغنياء  بملاكمة حسن هدهد وأمثاله من المهمشين، فمن حق أي أحد أن يفعل ما يشاء فتلك إرادته ولا أظن أن في هذا إدانة لطبقة معينة...المهم هو جيران حسن هدهد الذين واجهم هدهد بحقيقتهم ب"حشريتهم" و"فضولهم" وبيوتهم الزجاجية التي يقذفوا الناس منها بالحجارة...كلام "حسن هدهد" أهم ما في الفيلم!!
"أنت تقابل نفسك في الطريق..فاللص يقابل لصًا...ويقابل الشريف شريفًا"!! مجهول...في الحقيقة مش مجهول أنسي المصدر !!
محمد عبد العليم سرحان 5 يونيه 2010






































































السبت، 6 مارس 2010

شبابيك 2



شبابيك (2)
لم  أعرف أن العالم أوسع من تلك الغرقة الضيقة التى تقتلها الرطوبة، حيث ينام محبوبي -- وقد اعتلت طبقة من الدهن والعرق وجهه، وأن قلوب الخلق أكثر رحابةً من  قلب محبوبي الضيق الذي يتصعد حرجاً كلما سألته متي سوف يتكلم مع أبي -- عمه؛ نسيت أني دون بنات العيلة توفي والدي وأنا في اللفة، يتكلم مع أخي عنا. أخبرته للمرة الأخيرة وقتها وها أنا أعود كالكلبة العرجاء أجر رجلاً لتثبت الأخري. لكنى فعلت ذلك كي أكون في براءة من عتابه الذي سيكون أ لكأنى أبرئ قلبي. أنا التى عاهدت نفسي للمرة الأخيرة الا أزور بيتهم أو أهاتفه. لكن اللقاء كان علي أرض محايده بيت عمي صلاح في الدور الذي يليهم!
 لم أكن لأنسي رقم هاتفه خانتني ذاكرتي اللعينة الشمطاء وتذكرت رقمه الذي أرسلت له رسالة العصيان الأخيرة، قبيل شهر. أمسكت بالهاتف وأرسلت له رساله أني ها هنا وأريد مقابلته لأنى سأغادر إلي القاهرة، إلي بيتنا في القاهرة، الذي لم نتركه منذ وفاة أبي إلا في الأجازات. أحضرت زوجي عمي كوبي ليمون لي ولها وتحدثت كأنها تعرف كل شئ. لن يستطيع صدقيني أنه يتبع أوامر تلك السوسة - أمه. لم تمر خمس دقائق بينما أفكر في كلمات زوجة عمي. أتي يعلوه البشر – طبعاً فقد اقتنص نصراً آخر – آه رغم أنه هكذا أبله لا يدري كم أحبه وكم أخبئ له من سعادة في جفوني وعظامي. حدثني عن ظروفه مباشرة وهو يشرب الليمون الذي تركته امرأة عمي حالفةً أن يتناوله بدلاً منها فهناك كوب آخر في المطبخ ستأتى به. عن الأسمنت حدثني عن الحديد كلمنى عن الجدار العازل كلمنى عن مساحة الأرض الضيقة وأسعار الأرض المرتفعة عن أخوته الذي يتولي الإنفاق عنه حدثني عن عن ابيه المريض كلمنى عن ذكرياتنا حدثني عن الحب عن نخلات عمي صلاح التي كان يضربها بالحجارة ويأتى لي بالبلح الذي بدأ في الاحمرار والاصفرار عن اجازتى التي كنت آتي إلي الصعيد فيطير فرحاً ويترك الأولاد في ألعابهم ويخصص وقته كله لي في النهار يأتى لي بالبلح ويقتنص ابستامة وشكر. عن ضفائري التي غطاها الحجاب بعد ان كبرت قليلاً. عن والدي الي يحبه ويزوره ويقرأ له الفاتحة في كل جنازة يذهب إليها حدثني عن بنطلونات الجينز التي كنت أرتديها عن التي شيرت الأصفر زي الكم الطويل، عن الحرفين الذين كتبتهما علي بيت عمي صلاح لطالما نظر إليهما. في غدوه ورواحه. عن تعذر ذهابه إلي القاهرة لن الحال لا يختلف كثيراً. عن الإيجار الجديد حدثته ليرد بعد قليل بمكر عن السنوات الحرجه حتي ينهي أخويه الكبار تعليمهما. لكي يتفرد لنفسه. ودخلت مريم زوجة عمي صلاح وقد ضربت علي رجلينا وقالت كلماتها وهي تضحك: " عارفاكم يا خولات أنا"—مشيرة إلي أنها تعرف عن علاقتنا منذ زمن. تلك القصيرة المكيرة أتراها تلعب لحساب ابنتها التي طالما كانت تقلدني في لبسي وكلامي مقتنصة كلماتى باللهجة القاهرية لا أعرف!!
هذا التليفزيون المزعج يعرض حفلةً لمنير "شبابيك ...شبابيك، الدنيا كلها شبابيك وسهر والحكاية والحواديت كلها دايره عليك، الكلام كان كان عليك واللى كان عليك انتهى من بين إيديك...." هذا الشباك الذي يطل علي بلكونة بيت عمي يأتى بهواء ربيعي يدغدغ سخونة خدي التي أعرف أنها احمرت أنظر إلي ملاكي اللعين.
 "غيرت ياما كتير ،
 ياما كتير أحوالي وأنا كنت عاشق،
 وعاشق وكان يحلالي،
 أحب بس يكون حلالي ورا الشبابيك"
لن أذرف الدمع أمامه حتمال أن الأقدار شاءت لنا بالفرقة. بالفعل ظروفه هكذا. ماله ولأخوته! مالك ولأخوتك يا ملاكي للبيت رب يحميه أما أنا فمن يحميني هل أتجوز أحدهم ...سائقي التوك توك والميكروباصات والتاكسيات الذين يعاقرون الحشيش في اصطباحاتهم. هل أتزوج ممن لا أعرفه؟ مبهم وغامض. كيف أضع شفتي علي شفته كيف أعانقه، كيف نجري معاً، ونضحك ونتداعب وليس لي معه ذكريات، لم يأتيني ببلح الصبا لم أفرح للقياهم في الإجازات الدراسية لم أكتب له حرفين علي الباب. أم أتزوج من هؤلاء المعقدون نفسياً وجنسياً الذين يفوقونى في السن..الملتحون القادمين بثقافة الخليج المتأسلمة، وقد رأوا الفلبينيات والهنديات وغيرهن يبعن أجسادهن في الطرقات -- لقاء دينارات بخسأ فشككن حتي في امهاتهن. من جار لنا يدهن الدوكو. ممن ليس معي ذكريات معهم يا ملاكي لم يحضروا لي "ماسة في حجم فندق الريتز" لأكتب في آخر صفحة "قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً قد كاد يقتلني بك التمثال".
"أنا بعت الدموع.. الدموع والعمر
 طرحت جنايني في الربيع الصبر،
قلت انا عاشق سقونى كتير المر"
، لِمَ تكررها يا منير وأنا أقاوم نزيف الدموع قبل ان أترك كوب الليمون وقد وليته ظهري. واستاذنت زوجة عمي. وتركته يركض علي السلم خلفي وأنا مسرعة للأسفل.
"