السبت، 6 مارس 2010

شبابيك 2



شبابيك (2)
لم  أعرف أن العالم أوسع من تلك الغرقة الضيقة التى تقتلها الرطوبة، حيث ينام محبوبي -- وقد اعتلت طبقة من الدهن والعرق وجهه، وأن قلوب الخلق أكثر رحابةً من  قلب محبوبي الضيق الذي يتصعد حرجاً كلما سألته متي سوف يتكلم مع أبي -- عمه؛ نسيت أني دون بنات العيلة توفي والدي وأنا في اللفة، يتكلم مع أخي عنا. أخبرته للمرة الأخيرة وقتها وها أنا أعود كالكلبة العرجاء أجر رجلاً لتثبت الأخري. لكنى فعلت ذلك كي أكون في براءة من عتابه الذي سيكون أ لكأنى أبرئ قلبي. أنا التى عاهدت نفسي للمرة الأخيرة الا أزور بيتهم أو أهاتفه. لكن اللقاء كان علي أرض محايده بيت عمي صلاح في الدور الذي يليهم!
 لم أكن لأنسي رقم هاتفه خانتني ذاكرتي اللعينة الشمطاء وتذكرت رقمه الذي أرسلت له رسالة العصيان الأخيرة، قبيل شهر. أمسكت بالهاتف وأرسلت له رساله أني ها هنا وأريد مقابلته لأنى سأغادر إلي القاهرة، إلي بيتنا في القاهرة، الذي لم نتركه منذ وفاة أبي إلا في الأجازات. أحضرت زوجي عمي كوبي ليمون لي ولها وتحدثت كأنها تعرف كل شئ. لن يستطيع صدقيني أنه يتبع أوامر تلك السوسة - أمه. لم تمر خمس دقائق بينما أفكر في كلمات زوجة عمي. أتي يعلوه البشر – طبعاً فقد اقتنص نصراً آخر – آه رغم أنه هكذا أبله لا يدري كم أحبه وكم أخبئ له من سعادة في جفوني وعظامي. حدثني عن ظروفه مباشرة وهو يشرب الليمون الذي تركته امرأة عمي حالفةً أن يتناوله بدلاً منها فهناك كوب آخر في المطبخ ستأتى به. عن الأسمنت حدثني عن الحديد كلمنى عن الجدار العازل كلمنى عن مساحة الأرض الضيقة وأسعار الأرض المرتفعة عن أخوته الذي يتولي الإنفاق عنه حدثني عن عن ابيه المريض كلمنى عن ذكرياتنا حدثني عن الحب عن نخلات عمي صلاح التي كان يضربها بالحجارة ويأتى لي بالبلح الذي بدأ في الاحمرار والاصفرار عن اجازتى التي كنت آتي إلي الصعيد فيطير فرحاً ويترك الأولاد في ألعابهم ويخصص وقته كله لي في النهار يأتى لي بالبلح ويقتنص ابستامة وشكر. عن ضفائري التي غطاها الحجاب بعد ان كبرت قليلاً. عن والدي الي يحبه ويزوره ويقرأ له الفاتحة في كل جنازة يذهب إليها حدثني عن بنطلونات الجينز التي كنت أرتديها عن التي شيرت الأصفر زي الكم الطويل، عن الحرفين الذين كتبتهما علي بيت عمي صلاح لطالما نظر إليهما. في غدوه ورواحه. عن تعذر ذهابه إلي القاهرة لن الحال لا يختلف كثيراً. عن الإيجار الجديد حدثته ليرد بعد قليل بمكر عن السنوات الحرجه حتي ينهي أخويه الكبار تعليمهما. لكي يتفرد لنفسه. ودخلت مريم زوجة عمي صلاح وقد ضربت علي رجلينا وقالت كلماتها وهي تضحك: " عارفاكم يا خولات أنا"—مشيرة إلي أنها تعرف عن علاقتنا منذ زمن. تلك القصيرة المكيرة أتراها تلعب لحساب ابنتها التي طالما كانت تقلدني في لبسي وكلامي مقتنصة كلماتى باللهجة القاهرية لا أعرف!!
هذا التليفزيون المزعج يعرض حفلةً لمنير "شبابيك ...شبابيك، الدنيا كلها شبابيك وسهر والحكاية والحواديت كلها دايره عليك، الكلام كان كان عليك واللى كان عليك انتهى من بين إيديك...." هذا الشباك الذي يطل علي بلكونة بيت عمي يأتى بهواء ربيعي يدغدغ سخونة خدي التي أعرف أنها احمرت أنظر إلي ملاكي اللعين.
 "غيرت ياما كتير ،
 ياما كتير أحوالي وأنا كنت عاشق،
 وعاشق وكان يحلالي،
 أحب بس يكون حلالي ورا الشبابيك"
لن أذرف الدمع أمامه حتمال أن الأقدار شاءت لنا بالفرقة. بالفعل ظروفه هكذا. ماله ولأخوته! مالك ولأخوتك يا ملاكي للبيت رب يحميه أما أنا فمن يحميني هل أتجوز أحدهم ...سائقي التوك توك والميكروباصات والتاكسيات الذين يعاقرون الحشيش في اصطباحاتهم. هل أتزوج ممن لا أعرفه؟ مبهم وغامض. كيف أضع شفتي علي شفته كيف أعانقه، كيف نجري معاً، ونضحك ونتداعب وليس لي معه ذكريات، لم يأتيني ببلح الصبا لم أفرح للقياهم في الإجازات الدراسية لم أكتب له حرفين علي الباب. أم أتزوج من هؤلاء المعقدون نفسياً وجنسياً الذين يفوقونى في السن..الملتحون القادمين بثقافة الخليج المتأسلمة، وقد رأوا الفلبينيات والهنديات وغيرهن يبعن أجسادهن في الطرقات -- لقاء دينارات بخسأ فشككن حتي في امهاتهن. من جار لنا يدهن الدوكو. ممن ليس معي ذكريات معهم يا ملاكي لم يحضروا لي "ماسة في حجم فندق الريتز" لأكتب في آخر صفحة "قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً قد كاد يقتلني بك التمثال".
"أنا بعت الدموع.. الدموع والعمر
 طرحت جنايني في الربيع الصبر،
قلت انا عاشق سقونى كتير المر"
، لِمَ تكررها يا منير وأنا أقاوم نزيف الدموع قبل ان أترك كوب الليمون وقد وليته ظهري. واستاذنت زوجة عمي. وتركته يركض علي السلم خلفي وأنا مسرعة للأسفل.
"

الأحد، 28 فبراير 2010

شبابيك

لأنهما أبناء عمومة، فإنها تستطيع أن تجلس معه منفردةً؛ ولأن البيت كذلك لا يخلو من رجلٍ تدب بين الفينة والأخرى. جلسا في تلك الغرفة الأرضية ببيت عمها بعد أن أيقظته من نومه. هب منزعجاً إلا أن أساريره انبسطت بعد أن استيقظ، فقد سألت عنه بعد فترة من الانقطاع. وحين تركها قليلاً ليدخل الحمام الأرضي فكَّرت:"كل مرة أنهار وآتي إليه، أسأل عنه او أجري اتصالاً به. لماذا هذه المذلة؟ سألتُه لماذا لا يكون هو من يسبقني إلي السؤال فرفض أن يجيب. أسرُ هذا؟ كل الناس يعرفون أننا لبعض. هل تحاولين مرةً أخرى جدياً في إنهاء العلاقة؟ ألا ترينه إلا إذا تذلل وقدم فروض الحب والإخلاص.... نعم أتركه وأبعد لأحقق ذاتي بعيداً عنه... إلي متي سأرتبط به، وأرهق أعصابي وأُكَدِّر معيشتي وأثهمل حياتي؟ سأتركه ... لكن ماذا لو رجعتُ ثانيةً على إثر ابتسامة أو كلمة حنان؟ ...لا أعرف!!"
وعندها دخل الغرفة بشكير لونه باهت يلفه حول عنقه. جلس أخرج تليفونه المحمول. كأنه تكلم بشئ (كانت سارحةً فلم ترد ولم تهتم)
- ليه مبتسئلش، ولا بترن عليا. الرنه بتوَّصل أنك فاكرني، علي الأقل في بالك يعني!
- قلت لك ما تكلمينيش في الموضوع دا تاني !
تنظر إلي الجزء الصغير المفتوح من الشباك، الذي يطل علي الشارع قائلةً:
- أنا مش عايزه غير انك تسأل عني زي مانا بسأل عليك. كلامك القديم عن الوفاء والإخلاص انتهي؟! ولا كان تزييف؟ خايفه تتحول علاقتنا إلي ما أكره!
- بالطبع لا ستبقي علاقتنا، ولكني أظن أن جذوة العلاقة ستنطفئ زي أي حاجة!
- أنا عطشانه -إيه؟ - عايزه أشرب
فتح الشباك، فتكلمت بصوت متقطع مقاوم لدموع في عينيها:
- كويس انك فتحتة اشباك عشان أعرف إن الدنيا واسعه مش بس الخطوتين دول اللي احنا قاعدين فيهم.
في أثناء كلامها تلوَّن وجهه ببسمه، ثم تقطيبه كأنه كان يهاب شيئاً وراء الكلام.
- المهم عامله إيه مرات عمي؟
- الحمد لله كويسه
يتحرك بهدوء.
- رايح فين - رايح اجيبلك الميه.
رجع ثانيةً، يغلق الشّاك، ونظر إليها وجدها ساهمة ومضي لعلي يحضر الماء.
"لم يعطني رأياً صريحاً. كيف يستحوذ علي قلبي هكذا، فلا أستطيع الفكاك؟ كيف اسهر الليالي واشتاق وأنا التي عاهدت نفسي مرارراً بأن يكون قلبي حراً كالنور الذي في السماء. لماذا ترتفع أغنية "شدي الضفاير" من راديو قريب الآن.
"يا مّايا يامّا شدي الضفاير .. لو قادرة يامّا تعصَبيها عصبيها وعصبيني .."
شريط مشاهده مواقف وحكايات مرت عليها سنين وأيام. يخطر ببالها الآن كيف كان يبكي عندما تحقق الدرجات العليا وتتفوق عليه حاعلةً والدية وجده يسخران منه، كيف حاول ان ينتقم منها بطريقته، وكأنها سبب تعاسته وحزنه. كانت أيام!
يدخل وفي يده كوب ماء.
- مين فتح الشباك
- إيه
- أنا قفلت الشباك قبل ما أخرج.
- أنت قفلته!
لم يكمل الكلام دورته في عقلها، إذ دخل ابن عمها الصغير سألته عن درجاته في نصف العام. وعندما خرج الصغير، ساد الصمت المكان، وازداد التوتر، ونظرت إليه وكأنها تكلمه تخيَّلَت حواراً بين العيون:
- " ياحبيب القلب، أنت القلب الطاهر الذي دخل غمار قلبي فاستحوذ علي بؤرته، واستحالت حياتي نوراً. لو تسأل عني كما أسأل عنك!! لِمَ اوصلتني لدرجة الشك في حبنا وفي كل شئ. آه لو أتناسي تلك النقطة. لكن من قال يقبل الذل خلاص وداعاً..."
- "مش هتقدري"
- "هتشوف"
***
بعد يومين غياب اضطرت أن تتصل به، فقد وصلت بها الأشواق مدىً. بعدها أخذت تُحَدِّث نفسها بين سخرية من الضعف وتسامح وصفاء وقلبٍ ابيض يقول :" وإيه يعني حياتي فِداه". ولكنها سرعان ما ترد علي نفسها :"لطالما عرفت أن الرجل هو الذي يسأل ويبادر والمرأة هي التي تتثاقل، خلاص فينيش، فينيتو....."
***
لم تزوره، لم تطلبه في الهاتف عاشت حياتها منفتحةً علي الحياة والناس تُكلِّم صديقاتها وجيرانها، تقرأ وترسم تلك الرسومات الساحرة التي طالما أعجبته وأغرته بالمحاولة. كان يخطر ببالها بين الحين والآخر، رغم طقوس النسيان التي أرهقتها، إلا أنها طاردته من تفكيرها. نصحتها زميلةٌ أن تسمح أسمه من سجل هاتفها – شريطة الا تكون متذكرةً الرقم. وبالفعل أمسكت بالهاتف المحمول لكنها أوشت إلي نفسها بأن تتمهل فهذا قرارٌ صعب. قررت أن تُكمٍل دراستها وأبحاثها. ذمّت شفتيها، أمسكت بالهاتف كتبت رقماً علي وريقة التقطتها من الأرض – لم تختار إحدي الأوراق المتكدسة علي المكتب. وأرسلت إليه رسالة :"للأسف فإن الشباك انفتح، ولن يغلق مرة أخرى، وداعا" بعد قليل سوف تمسح نفس الرقم وتمزق الوريقة، وتغمض جفنيها وقد ارتسمت بسمة عريضة على شفتيها. تنظر في الساعة، "الوقت متأخر، أريد أن أنام لدي ميعاد غداً في الثامنة مع المشرف

الأحد، 17 يناير 2010

قالت لي العصافير "1






1

كانت الزنازين في عصر عبد الناصر تعج بجميع الطوائف السياسية والفكرية والدينية.جمعت زنزانة "عبد الرحمن الأبنودي" الشيوعي وقتها، و"الشيخ عبد الحميد كشك" الإخواني الخطيب ذائع الصيت.
قال "الأبنودي" للشيخ "كشك" : أنت ما تعرفنيش يا مولانا
قاله: لا يا ولدي – يذكرني هذا بمشهد "هل أسرتم حداً حتى نفتديه بالمال – لاااا يا والدي"
فقال: أنا يا مولانا اللي كتبت أغنية "تحت الشجر يا وهيبة"
فقال كشك: "وهيبة مين ؟!!، يا بني القضية أكبر من كده"
2
يوسف صديق كان شيوعياً هكذا قالت زوجته وآخرون – وأنا لا أصدق ذلك. يوسف صديق كان من المخطط آن يخرج بمجموعة من الضباط إلي مركز قيادة الجيش فيستولي عليها في الساعة الثانية. إلا انه خرج قبل الموعد المحدد. ووجد جمال وعبد الحكيم في طريقه مرتديان ملابس مدنية وكان العساكر قد قبضا عليهما،  فلما رآهما أعطي لهما التحية العسكرية. خرج يوسف صديق حاملاً روحة ليحقق الثورة التي طالما حلم بها في بلدته الأولي بني سويف. وفي أزمة 1954 في الخلاف بين نجيب وعبد الناصر ومجلس القيادة عموماً، كان رأي يوسف صديق عمل أحزاب وديمقراطية وكان هذا رأى اللواء نجيب أيضاً. مما جعل عبد الناصر يضعه في المعتقل. وفي آخر ديسمبر 1970 كاد يوسف صديق آن يجن وانفجر في البكاء لوفاة عبد الناصر – وقال قصيدة يرثي فيها عبد الناصر!!!
3
"صبراً آل ياسر فإن مثواكم الجنة" حديث شريف وسببه العناء والتعذيب الشديد الذي تعرض له عمار بن ياسر ووالده وأمه سمية. وحين نضجت الدولة الإسلامية في عهد الفاروق عمر، قام عمر بتولية "عمار بن ياسر" علي إمارة الكوفة. وحين سئل عمر عن سبب توليته لعمار – الذي لم يعرف وهو المولي، ان يدير الإمارة" قال "أردت آن أُحق قول الله تعالي" نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " صدق الله العظيم. يفتح هذا الكلام مجالاً واسعاً خصوصاً عند قراءة هذه الأبيات وغيرها من قصيدة"كلمات سبارتكوس الأخيرة"
“الله. لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !
و الودعاء الطيّبون ..
هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى
لأنّهم .. لا يشنقون ! "
وأربط بين قصة بني إسرائيل – المستضعفين من قِبل فرعون، وسبارتكوس وعبيد روما المستضعفين من ساداتهم، وواقعنا المعاصر. لذا فإنني أستمع إلي سورة "الأعراف" علِّي أجد تفسيراً!!!!
4
شكوكو
 قال شكوكو والعهدة علي الراوي" الحب بهدلة، A7A يا خرابي"!!!
5

Oscar Wilde
"أوسكار وايلد" صاحب أسلوب مميز في السرد، قرأت له روايتين أحدهما "صورة دوريان جراي" "The picture Of Dorian Gray" التي درستها دراسة متعمقة. ودرست له قصة قصيرة بعنوان The Devoted Friend”"، فتَّحت عيني علي أن هناك طَحّان مستغل للآخرين باسم الصداقة، و"هانز" طيب – أو مغفل ،يضحي -- حتى بروحه من أجل "الصداقة" .كان موضوعه الأول واهتمامه الصداقة. تزوج أوسكار وايلد وأنجب لكنه لم يعرف أن ارتباطه بعلاقات الصداقة لم يكن إلا شذوذا جنسياً فيه، عرف ذلك وهو في التاسعة والعشرين!! قضي أوسكار وايلد فترة في السجن بسبب انكشاف علاقته المشبوهة مع احد الأصدقاء. من أشهر مقولاته "الصديق الحقيقي هو الذي يطعنك في وجهك. فهل كان يقصد مكاناً آخر وطعنة أخرى!!!
6

Ernest Hemingway
 كما يقال أن فلاناً عندنا كان من مجددي الدين، كان "هيمنجواي" مجدداً للغة الإنجليزية وأساليبها فكان شكسبير وديكنز وهيمنجواي أكثر من أثروا في اللغة الإنجليزية. "العجوز والبحر" – الرواية المفضلة لصدام حسين أهم رواية ليهمنجواي، رغم صغرها إلا أنها قطعة إنسانية خالدة تمجد الكفاح الإنساني. استلهم هيمنجواي -- الأمريكي قصته وكتبها في كوبا. كانت طريقة هيمنجواي في الكتابة أن يركب قطارا يتجول في أحراش وغابات أمريكا الجنوبية فيكتب قصته في القطار. هيمنجواي صاحب أجمل ملحمة كفاح، انتحر اكتئاباً ولله درك يا صلاح جاهين.
7
الرواية التي أثرت في عبد الناصر ومنظورة القومي "عودة الروح" وهي رواية لتوفيق الحكيم.  أما السادات فأثرت فيه رواية "الذئب الأغبر" وهي عن الزعيم التركي أتاتورك. وحكاية السادات مع أتاتورك طويلة. ما علينا لكن أتسائل ما هي الرواية أو الكتاب الذي أثر في مبارك؟
8
الراوي – في الروايات، إما مرفوع عنه القلم، أو مرفوع عنه الحجاب.
9

رضوان الكاشف، رأفت الميهي، داوود عبد السيد، يوسف شاهين، مجدي احمد علي، يسري نصر الله، أفلامهم Orgasm لم يكتمل - لكل مثقف يشاهدها.
Muhammad Abdel Alim Serhan
17/1/2010


الجمعة، 8 يناير 2010

الشَّـــــــــــــــــــــــــــــــــج


منمنمات (الأرشيف)

أستندُ إلي الحائط، ألم يجتاح كياني، رأسي ينبض سريعاً! أنظر إلي ساقٍ مبتورة - يتكشف عنها العظم- لشحاذٍ اتكأ علي الحائط. ما أبشع المقارنة التي خطرت ببالي وقتها لكني قاومت الألم. تدور الأرض ي امشي كالمخمور الذي يخشى أن يعرفه المارة. فلا يمكن البوح في الألم في المدينة، فلن يهتم بي احد – هكذا فكرت. مازلت أقاوم وأمشي وفي جيبي قروش، ثقب من الحذاء تطل منه قيود علي الحركة مصدره الخجل. بدت لي صورة الرجُل في ذهني ثانيةً، فلعنت الفقر. ما أبشع الألم!

"يارب" أقولها ممطوطة وكلي رجاء أن يخفف عني الألم. خاطر داهمني"لماذا يخلق الله العبد ويعُذبُّه بآلام الجسد والغربة والفراق والصبر والفقر والموت؟!.... "أستغفر الله العظيم" أرد علي نفسي سريعاً. وأردد

"لك الحمد مهما استطال البلاء

ومهما استبد الألم

فإن الرزايا بعض العطاء

وإن المصائب بعض الكرم" *

بالكاد وصلتُ إلي غرفتي. ارتميت علي السرير مُغميً عليّ. أفقت بعدها علي صوت الراديو وكأنني اسمع المذيع يقول"أدان وزير الخارجية المصري الهجمات الإسرائيلية علي قطاع غزة والخليل. فيما أعرب السيد أمين عام الجامعة العربية عن أسفه حيال الصمت الدوليّ إزاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي....." شعرتُ بغثيان، توجهت إلي الحمام ملبياً نداءات الطبيعة جميعها!

***

عندما كنت أسمع عنه كلام الناس بأنه أنجح أبناء جيله؛ رجل محترم صاحب مبدأ، يجرحني الكلام إلا انني كنت أطارد ذلك الإحساس القديم المقيت بالغيرة، وما يترتب عليها من إفساد صداقاتي.

وعندما تعرضتُ لأزمتي الأخيرة عقب رجوعي من الكويت طريداً، كان نجم "أحمد" يسطع في سماء قريتنا الصغيرة.

بعد فترة قال الناس "الأستاذ أحمد هيعمل كذا وكذا....." "هيعمر الجبل ويفتح بيوت، ...." فتصاعدت لديّ تلك المشاعر البغيضة، لكني كنت أهرب من أي مكان يأتي فيه ذكر اسمه أو أتجاهل الحديث!

***

أبصري يا نفسُ الشج الذي ما زال في رأسي وتذكري ألمي وبكائي وضَعفي أم نسيتِ؟ آهِ يا نفسي!

***

" لا تظن أني لم أجد في نفسي ما وجدتً أنت في نفسك تجاهي. فكان الزملاء في مجلسهم يذكرون فهلوتك والعفرته التي ربحت بها كثيراً أموالا وأناساً"

ساد الصمت والاندهاش المكان فصار للوجوه طعماً متغيراً وللمكان اغترابه؛ ذلك الاعتراف أدهشني ... أسعدني وملأني سخريةً من النفس البشرية. كنت أحنق علي أحمد عندما يأتي ذِكره فيمتدحوا ثباته علي المبادئ ونجاحه من بيننا. والآن يُصارحني بما لم أكن أتصوره أو بما لم أكن متأكدا منه -- علي وجه الحقيقة!

لكن ما قاله الزملاء كان حقاً أُريدَ به باطل، فهم لا يعرفون بعد أنني الآن لا أملك شيئاً اللهم ما تيسر للبدأ في مشروعنا الصغير! فأنا الخاسر إذن! قد قالوا عنه حقاً وقالوا عنا ما تصوروه لكننا متعادلين في نظر الناس علي الأقل. لكن الحقيقة ستظهر إن عاجلاً أو آجلاً وستنكسر .. لا...لا ...

كل هذا دار في خلدي في ثوانِ ونظرتُ في عيني أحمد بعد الذي قاله وشعرت بأنه أقرب روح لي وأحس هو بقربنا المتناهي وسئمنا الناس ونفسينا اللذين ينظرون إلينا كفرسي رهان فعكفنا نتجاذب الحديث، وعندما تلعب الأنا دورها نتقاسم المجموعة فريقين، فريقي وفريقه وكان كل يوم من أيام إجازته مباراةً نهائية يكسب فيها احدنا ويخسرها الآخر!

***

كم هو ضعيف الإنسان. يُعجَبُ بقوته وجسمه أو ملابسه أو ممتلكاته فيمشي يهتز متبختراً وعندما يتثاءب فيروس الأنفلونزا بداخله ينتفض ويبتل في هدومه ويهذي ويهتز كيانه مع أن الفيروس هذا لا يُري إلي بالميكروسكوب فلا تراه عيناه مهما كانت حدة بصرها.

***

احتفلنا برجوع الأستاذ احمد إلي المكتب. كنت قد زرته مرات أخري بعد عملية المخ وعرف عني أكثر. ناداني في أول يوم يرجع فيه إلي العمل – وكنت في البوفيه أدخن سيجارة. "يا أبو زارع" "نعم يا أستاذ أحمد" ومشيت تجاهه.

-- إيه أخبارك يا بني؟

-- الحمد لله يا أستاذنا ..

-- يعني ندورلك علي شقة وعروسة؟

-- ها ها مشي قوي كده يعني.

-- اوعي تكون بتروح مكان من إياهم ولّا بتتعاطي حاجة؟

-- انت عارفني يا أستاذ أنا بتاع الحاجات ديا؟

-- طيب أُمال الحياة بتروح فين؟ (هكذا يسمي الفلوس الحياة)!

-- يا استاذ أخويا في الجامعة وأنا متحمل جزء كبير من مصاريفه وإن شاء الله ربنا يسهل دلوقتي.—طيب أقولك علي حاجه يا عبد السلام.

-- تؤمرني

-- انت تمسك حسابات محلات الملابس. ترجع بعد المكتب تشيِّك علي الحسابات علشان انت عارف الصحة على القد

-- ربنا يديك الصحة يا أستاذ.

***

نحن نشارك في خلق سير حياتنا بنسبةِ ضئيلة لكن اللاعب الرئيسي هو القدر. لذا فإن حياتنا تحمل في طياتها جبرية قدرية لا مهرب منها. هَب أن أحمد مروان لم يبدو بذلك السلوك والخُلق أمام الأستاذ "أحمد لاشين" فما كان ليزوجه وحيدته، ويثق به تلك الثقة. أو أن عبد السلام زارع – قبحني الله من مخلوق- لم يفعل ما فعل مع "أحمد مروان" ما كان قرَّبه ووثق به تلك الثقة.

أما "أشرف سليمان" فقد لعب على وتر الصداقة، وناهد تلعب علي إيقاع الأخوة والمسئولية العائلية. كلٌ له تحايله وهكذا تكون الحياة سلسلة من الأدوار. فقبل ثلاثين عاماً، جاء أحمد لاشين عاملاً للبناء ولكنه لم يرقد رقاده الأخير إلا عندما مل أشهر أحياء القاهرة بمحلات ومخازن الملابس وأصبح شريكاً لكبري شركات المقاولات. ونودي "البشمهندس احمد لاشين" والحاج"أحمد لاشين". كل هذا من اجل أن المقاول الأشهر "موسي أبو المعاطي" قد وثق بمساعده الذي يعمل معه منذ فترة، فترك له ميراثاً من المعارف وعاديات العمل.

***

كنا نمشي جنب الحائط. لم نرفع لافتة أو نحرق علماً، لم نرفع عقيرتنا في مظاهرة تخترق مباني الجامعة، ولم نندد بالصهيونية إلا سراً. هل لأننا نعلم مُسبقاً أن ذلك لن يُجدي؟ أم خوفاً؟ أم أننا لا نهتم بالأمر كلية؟

كان يحلو لنا أن تفسير عدم إقامة علاقة مع زميلاتنا بأننا نعلم مُسبقاً أن"الريح لن يأخذ شيئاً من البلاط" أو أننا نخاف من الله والناس وأن "كما تدين تدان" و"لو زدنا لزاد السقا" أو لن الأمر يتطلب جرأةً وشياكة. لم نكن أيضاً من الطلاب الناشطين في المسرح أو مجلات الحائط أو الأُسر أو الدوري الجامعي، ولم نكن أيضاً من أوائل الدفعة. وكأننا نحتاج عمراً آخر كي نخوض غِمار تلك التجارب. كنا نتخوف من عصافير الأمن، ونشك في وجودهم من الأساس، ونحب الإخوان ونخشى الاقتراب وأحياناً ننتقدهم! نحن متشابهان لأبعد مدي نحلم بالإثم ولا نقربه. نحلم باليقين الذي يعطي أعلي درجات الأورجازم لكننا نصلي يوماً ونترك شهراً!

كنا في منطقةِ رمادية؛ منطقة عدم الانفلات وضبط النفس. ونحلل الأمر:هل هو عيب تربية؟ أم حتمية مجتمع مغلق ومكبوت؟ وفي آخر الحديث نُسَأسِئ ونتناول سيجارتين من علبة أحدنا وننادي علي صبي المقهى، الذي يأتي متكدرا من طلباتنا من الشاي الثقيل الذي يزعج صاحب المقهى.

***

-- أنت تمجد نفسك وتقنع الآخرين بالفهلوة الكاذبة وبطولتك التي صنعتها من ورق، وتتعامل بنعومة كالأنثي!

-- وأنت تبالغ في طموحك، وتنظر للآخرين من علِ. كنتَ تجلس بين الآخرين، فتتحدث إليهم تضييعاً لوقتك، وأنت تأكل بعضك علي هذا الوقت لكنك تتواضع بالقدر الكافي حين تتذكر أن ما باليد حيلة وأن الفرصة لم تواتيك بعد. ابق في "مصر" كما تشاء وستكتشف أنها جبل أوليمب يصعد إليه كل"سيزيف" حاملاً صخوره لكن مجهوده سيضيع سديً، أما أنا فلم أعد أؤمن بتلك الخرافة مالي وللوطن، غنه أكبر كذبة. ما علاقتي به سوي أنه ارض ولدت عليها كالآف من يولدون يحملني علي ظهره كالآخرين. هل قصدت تلك الأرض مثلاً – حاشا لله أن تطأطئ تُمهِّد طريقها للفارس الذي يمر علي أرضها مثلا؟!! (يرفع صوته) اتنين شاي تقييل.

-- وهل قصد ابوك أن ينجب المهدي المنتظر حضرتك؟! وهل كانت أمك تظن أنها ترضع مخلص العالم؟!

-- ههههههههه

-- كيف عرفت أن الوقت يزعجني وكل ثانية تمر هي وفاة لقطعة من المجد الذي حلمت به، لكني لا أنظر لأحدِ بتعالي.

-- أنا لم اقل بتعالي قلت من علِِ

(يضحك الاثنان)

-- أحدهم قادم --- أووه -امسك سيجارة -- الآخرون هم الجحيم!!! -والمجد للشيطان معبود الرياح!!! (يضحك الاثنان)

***

أحياناً يواتيني السؤال الكبير"من أنا؟" رسمٌ علي رمل ستعلوه الرمال مع أول هبة للريح فتطويه الأيام والسنون كما طوت غيره. لا .... لا يمكن..... لِمَ؟ أما زِلتَ تشك أن الموت وهم، وأن أعمامك سيرجعوا ذات يوم من غربتهم، دفنوا علي شاهد منك، وفي لحظة غضبٍ أخرجتَ هاتفك لتتصل بأحدهم لينقذك من الموقف الذي يواجهك لكن كانت المشكلة - وقتها - رقمه!!!

كنت بلا حماس لشئ سوي العمل. فما نحتاجه هو العمل. فتلك البلاد التي دانت لها المم ساجدة، ومبهورة بعظمتها تستجدي القمح والمئونة والسلاح من أولاد السفاح والسجون ونحن أبناء الآلهة آمون ورع! هكذا كنت تفكر واليوم تتكئ علي مكتبك مُتخمٌ بالأموال وعلاقاتك الفاسدة التي تستند إليها في الأقسام والجمارك والمطار والتشعر العقاري والمرور تذكرت حين كن تمشي أياماً دون أن يكون في جيبك سوى ما يكفي لطعام هزيل. لكن نار الحماسة لا تلبث أن تنطفئ رغماً عني فماذا يمكن أن افعل بعد الشَج الذي قسم رأسي وأصبغ علي طبيعتي هدوءا ورزانة أكرهها إذا كنت مرغماً عليها.

***

أقابلهم جميعاً بوجهٍ مبتسم :المنافقون وتجار الكلام، الهمّازون ،والمراءون، والمرابون، وتجار الأعراض، والزانيات، وسماسرة الظلام ،وأصحاب الغرض. تخدعهم بسمتي، لكني لا أكذب حين ابتسم. إنني أقف في عليائي ناظراً إلي ما يرجونه مني، وحين أعطي كلٌ حاجته يذهب كلٌ في طريقة مدبراً، وأقول علهم يرجعوا يوماً عما هم فيه!!!

في المنام دعوني إلي مكتب مهيب تخفت الأنوار فيه ثم تعلو. إنه الطريق المؤدي إلي مكتبه. تصطك رجلي بأختها، ويجف يقرأ التقرير الروتيني. تتدحرج عينايّ من الحرج تتلعثم الكلمات بداخلي، أُفضل الصمت. إنها خطبة وستنتهي حتماً. أخرج بعد كَمٍ من الوعود والنعم والحاضِر. من وراء الستارة أنظر، نفسها البنت التي يقبل يديها الآن هي البنت التي كان تهاتفني فأترفع عنها. إنه كالطفل يخلع فراءها وتتدلي حدقتان واسعتان من البله من وجهه أبصق علي الأرض ثم أطأها برجلي ، أضحك عالياً، سريعاً سينادي الفراش ليطاردني. عالياً سأقول بهستيرية " عرفت سرك يا أهبل" أخرج سريعاً، وعندما أستيقظ أقول في سري "وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً"



الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

مُحَاكَمة ذئب ابن يعقوب

مُحَاكَمَة ذِئبُ ابن يعقوب
(الذئب):- برئٌ من دم يوسف
(أحدهم):- بل مذنب، الدَّم مُلَطَّخ فوق قَميصه
(الذئب):- دمٌ كَذِب
(أحدهم):- كذب أم صدق لا يهم!! المهم أنك مذنب!!
(الذئب):- تَعرِفونَ ما قَتَلتُه... ما أكلته
(أحدهم):- سَيَصدُر الحكم عليك!!
(الذئب):- أقتلتُ بٍسُّمٍ أم ماء نَار؟!!هو ذا قَميصُه لم يَتَمَزَّق، أين آثار مَخَالِبي علي القميص؟!!!
(أحدهم):- هذا الذئبُ الملعونُ أرهقنا صَعَداً!
(رئيس المحكَمة):- هَيئَةُ الدِفاع تتفَضَل!!
(الدفاع):- كَيف؟ بأي مَنطِقٍ يُقال أن الذئب أكله ولم يَقطَع قَميصه؟!! أُطالِب بتحليل الدّم الذي علي القميص لتكتمل أجزاء القضيَّة!
(أحدهم):- ماذا نفعل؟ ماذا تقترح يهوذا؟
(يهوذا):- (يصمت)
(أحدهم):- نُؤَجِّل الجَلسَة بَطَريقتنا، ثم نَقتل الدِّفاع !
(أصغرهم):- سَمِعتُ أبي يعقوب يقول لصديق له : "وإن كان البَرئُ ثَقيل الفَمِ مَقْطُوع اللِّسان، فصُراخ الحق يقطع ألسنةَ الأفاكين"
(يُمْسِكوا بألسِنَتَهُم)
(أحدهم):- أأفَّاكون نحن؟!
(أصغرهم):- لا لا... لم اقصد!
(أحدهم):- إذن نَقتُل هَذا الذئب!!
(أحدهم):- والقضاة والجمهور المُتَطَلِّع، ماذا نَفعَلُ معهم؟!
(يهوذا):- القتل أو التهديد أو الترغيب!
(الجميع):- نِعمَ الرأي يهوذا!!!!#
تمت
محمد عبد العليم سرحان २००६

صالون ولّا فَرش


عبد المنعم... الأب حلاق، والجد حلاق والنشاط كَسَلنجي إلا في الأذان. كنت صغيراً أذهب مع أبي للمسجد، وعبد المنعم يؤذن بتقعر ويتكلم بالفصحى غالبا،ً مثل أخته سلمي – هكذا سمعتها حين كانت تزورنا! بعد الصلاة أسمعهم يتحاورون. ما أذكره من كلام عبد المنعم آيتين:
"وهزي إليكِ بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً" التي كان يتبعها بقوله "سبحان الله كان من الممكن أن ينزل عليها الله مائدة من السماء لكن قال لها – يقصد السيدة مريم— "هزي إليك بجذع النخلة"، أما الآية الثانية كانت "فتبسم ضاحِكاً من قولها" طالما رددهما أمامي. ولما سألت أبي عما كان يقصده عبد المنعم قال لي انه كان يسخر من الدعاوي التي يقيمها أهله عليه شاكين للناس من عدم نزوع عبد المنعم إلي العمل ومرور العمر عله دون أن يفتح صالون أو أن يفرش خيمةً في السوق للحلاقة لكي يقوم بتكاليف الزواج الذي تأخر!!! وأن الله لم يأمر بالكسل وأخيك العامل أفضل منك وخِلافه!!! وأنه لا يمكن الاعتماد علي معاش سلمي المسكينة!! وبعد فترة علمت أنه تعين في الأوقاف مقيماً للشعائر، وحين أقدم علي الزواج – كان في الثامنة والثلاثين وقتها – مال عليّ وقال "أريدك معنا يا أستاذنا كي نتشرف بك أمام أهل العروسة"!
قفز احد الحاضرين "والعروسة كوافيره ولا رجالي"! اكتفي عبد المنعم بالابتسامة ولم يرد، لأنه لا يستطيع وهو من سليل أناس اشتعلوا بمهنة ينظر إليها الناس ها هنا بازدراء، أن يرد. قررت أن أذهب مع عبد المنعم وأهله بعد مُوشَح من دروس التواضع وغَيرُه من أبي. وفي جلسة الخطوبة وأثناء الكلام نظرت إلي امرأة عجوز وقالت "وانت مَعاك صالون ولّا بِتُفْرُش في السوق"!!


محمد عبد العليم سرحان १२/2009