الخميس، 29 سبتمبر 2011

مختارات 2



مثل عين تخاطب بدموعها
أبكي!
كامرأة تتشح بالسواد على قبر حبيبها ..
في حداد أنا !
مثل حب كبير، لا ينقسم
أحس بالوحدة !
كظل نور على بادية
أعطش!
مثل شاعر ينظف كلماته
أصرّ!
كامرأة دون أدني أمل،
كنساء كابول
خلف الحوائط،
كصغار مع ذويهم ـ فوق
الجليد الأحمر
أحس بالإحباط والخزي
لأني عاجز عن فعل شيء !!

(زلماي هرمان - شاعر أفغاني)

***

يجيئون في الليل، كخيوط الضباب،
وكثيرا ما يأتون في وضح النهار ..
دون أن يراهم أحد !
يتسللون خلال الشقوق،
ثقوب المفاتيح،
دون ضجيج، لا يتركون أثرا،
أو قفلا مخلوعا، أو فوضى.
إنهم لصوص الزمن !
خفاف ولزجون كثمرة الليتشي الصينية
يشربون زمنك ويبصقونه
بنفس الطريقة التي تقذف بها النفاية.
لا تراهم أبدا وجها لوجه.
وهل من وجوه لهم يا ترى ؟!

( بريمو ليفي - شاعر إيطالي )

***

 يتحدث لوكريس وتيتير عن شجرة الزان
لوكريس عقلاني، تيتير راعي ريفي
.......
الشاعر لوكريس - ... كيف تُلقي في خاطرك نبتةٌ نامية فكرة "الحب": هذه الحاجة إلى اللذة!

الراعي تيتير - اللذة؟ ليس معدن الحب بمثل هذه البساطة!

الشاعر لوكريس - وماذا تريده أن يكون خيرًا من غريزة عامة، ما هو إلا حمةٌ صاغها القدر!

الراعي تيتير - حمة تلدغ؟ ... وتقول إن نفسي، نفس راعي غنم؟

حمة تدلغ؟ إنك لا تجعل منه سوى سهم راعي البقر إن الحب الذي تتصوره ليس إلا حب التيوس ودواب الغابات؛ هذه البهائم تنتابها نوبات إذ تنتشي ببذارها فتلتمس في بشاعه أثناء موسمها الحار أن تخلص أجسادها من هذا السم الحي إنها تعشق بلا حب حسبما تجمعها المصادفات. إني لأعلم ذلك حق العلم أنا الراعي الذي يتدخل في الأمر أحيانًا ويؤلف كما يشاء بين ذكر وأنثى حين يود أن يحصل على جداء منتقى.

(مسرحية محاورة الشجرة - بول فاليري)

***

لا يوجدُ إنسانٌ في العالمِ غيرُ مُهِم


 قدرُ الناسِ كتاريخِ كواكبِ هذي الدُنيا


والكوكبُ يزهو بِتَفرُّدِه وما مِن نَجم

يُشبِهُ قدَرَه 

وإذا حَدثَ وعاشَ المرءُ وحيدا

مغموراً صادَقَ وِحدَتَهُ

يغدو عندَ الناسِ مُهِما باللامُمتِعِ هذا ذاتِه

كلٌّ يحمِلُ طيَّ الذات

عالَمَهُ السريَّ الخاص

وتمرُّ بعالَمِنا لحظة

أروعُ من كلِّ اللحظات

وتمرُّ بعالمِنا ساعَة

أفجعُ من كلِّ الساعات

لكنَّ الناس

تَمضي غافلةً عن هذا الإحساس

حينَ الإنسانُ يَموت

يَخبو مَعَهُ الحسُّ بفرحَةِ أولِ ثلج

وبأولِ قُبلة

وبأولِ نبضَة

يأخذُ مَعَهُ هذي الاحساساتِ ويَمضي

ماذا يَبقى ؟

تَبقى الكتبُ السياراتُ ، جسورٌ تبقى

تبقى أقمشةُ اللوحات

أدري أنَّ كثيراً مِنّا يَبقى

لكنْ أدري أنَّ كثيراً مِنّا يَفنى

ها كُم قانون اللعبة

لعبةِ أقدارٍ لا تَرحَمْ 

 ليسَ الناسُ همو الفانون

لكنَّ عوالمَ تفنى ، تفنى وَتَموت

قد نَستذكِرُ حتى المُذنِبَ والدنيوي

لكنْ ماذا نعرِفُ في الجَوهَرِ عَنهُم ؟
ماذا نعرِفُ عن إخوَتِنا والأصحاب ؟
ماذا عمَّن نَعشقُ نعرِف ؟

معشوقَتِنا وليسَ سِواها ؟
ماذا نعرِفُ عن والِدِنا ؟

 قد نعرفُ كلَّ الأشياء

لكنّا في الجوهرِ لا نعرفُ شيئا

الناسُ تروحُ ولا عودَة

وعوالِمُهم تلكَ الرؤيا السرية

لن تُرجِعهم أبداً للأرضِ الحيَّة

والمرَّةُ تلوَ المرَّة تكبرُ فيَّ لماذا 

وأودُ لو أنّي أصرخُ أصرخُ

من دربِ اللاعودةِ هذا!








الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

خلاص

 
ليس ثمة شئ يعبر عني ها هنا
 لا الكلمات التي أكتبها
لا الأغنية التي كنت أشدو بها منذ قليل
ولا حديثي معك أيها الصديق
بضع وعشرون عامًا أو ربما وسبعون عامًا مضت
ولا أعرف كنه ذاتي
أبعادها
ماذا تريد حقيقةً
...
الكتب
الملابس
الأصدقاء
الجيران
الشارع
الأغنيات
ثمة كتاب وملابس وجيران وأصدقاء وشوارع وأغنيات أدفأ
تتنتمي لروحي، لذاتي البعيدة
ثمة خلاص ما
تدركه نفسي، ذاتي العميقة روحي، شئ بداخلي
ولم ألمسه بيدي
لم أره، أسمعه
أتحقق منه
لا لذة الفراش
 ولا الشراب الذي يفور في الكأس
 ولا السجدات - الطوال - لربما يدخلني اليقين -
 ولا كتابي، لا شئ يمنحنى ما أحس بفقدانه الآن
ثمة عالم أنتمي إليه
سيجيئ يسكنني وأسكنه بعد أفول الروح
ربما!؟
 ربما ألتقيني مشبع بالخلاص
نائمًا لا أفيق
والطمأنينة تسكنني

الجمعة، 20 مايو 2011

عيالي يا غجر



نزلت أشتري نعناع (لزوم الشاي) وسجاير 3 عيال صغيرين بيلعبوا كورة سألني واحد انت مصري؟ قلت آه... قالى و لا صعيدي؟ (بصوت مفتعل ... باينلهم العيال الصعايدة في الشارع لسعوه علقة) قولتله صعيدي يعني مصري قالي بس أنا قاهري قولتله وأنا كمان قاهري دلوقتي، سكت .. التاني مع نفسه قال ارفع راسك فوق انت مصري قولتله أيوه كلنا مصريين إيد واحده قال لأ ارفع راسك فوق أنت مسلم قولتله مسلم ومسيحي إيد واحده قاللى لأ يعم قولتله: ليه قالي: لأ يعم هما بيقولوا ارفع راسك فوق انتَ مسيحي قولتل:ه لأ كلنا مصريين مسلميين ومسيحيين، التالت قاللى أيوه انا ليا صاحب مسيحي... يا ريت الغجر من الطرفين يخفوا شوية عشان العيال ... عيالي يا غجر!

الثلاثاء، 3 مايو 2011

سأم

أنا الآن حزين ولديّ أسبابي،

ليس لأن التراب فقط جدير بابن آدم ..

ليس لأني وحيد ..

 نعم .. حزين كمعبد لم يكتفي اللصوص بسرقة تماثيله بل كشطوا الحروف على الجدران

وباعوها للقادمين من عكس الريح ...

حزين ولا مبالي

.. مكفهر الوجه..

عابس وسوداوي

كإله إغريقي خلق كونًا واكتشف أنها كانت حماقة ولم يفيده ندمه

حزين ولا ينقصني شئ مما تعتقد به

فقط...

لأني لم أعرف لماذا أنا هنا وليس لدي الأسباب التي تقنعني بذلك

الحقيقة مرة - يا صديقي - مهما وعظ رجال الدين،

 مهما حللّ فلاسفتك

ومهما جزم صديقنا العبثي الخالص
 

الأحد، 1 مايو 2011

Trash

Is it true? that we will - if we shall enter heaven-  have women, wine and food .. is this what we deserve for  our good actions in our lives? Are you satisfied with this does it seem a little bit boring? To fuck, eat and drink ... I think there should be more things If Allah knew we deserve more, While as we all know this the "Naem" of the hereafter, OK ... then Allah knows that we are absolutely lustful animals

الثلاثاء، 29 مارس 2011

بصيرة

كنتُ أجلس على حافة الطريق المؤدي إلى المدرسة منتظراً عودة أخي لكي يقودني إلي البيت بعد أن أنهي اليوم الدراسي... أجلس مع أصدقائي فيتكرر الكلام، وأشعر بأن أذني وفمي قد أخذا كفايتهما؛ أود اطلاق عينيَّ إلي السماء لأرتادها متجولاً في زرقتها بين نجومها وكواكبها أو أري وجوهاً وزهوراً. لا أستطيع – كبقية خلق الله — أن أمارس نعمة "أفلا تبصرون"، ولا يمكنني أن أحدد الزمان الذي أرتاد فيه مكانًا ما إلا بعد عطف أخٍ او صديق – لطالما أسمع نفخه المتذمر حتي لو بَرِعَ في كتم صوته بين ضلوعه فيظهر جليًا في صمته أو كلامه. لا أزال أذكر عندما تبولت على نفسي أثناء نومي في بيت جدي – عهدةً تركوني بين يدي جدي وجدتي، حين ذهبت الأسرة مرافقةً والدي في العملية التي يجريها في مستشفي العاصمة. صحوت من نومي لأجد نفسي مبتلاً مذعوراً علي إثر حلم مزعج، وحين سألتُ جدتي عن الماء الذي تُحرق لذعوته ركبتيّ أجابتي بأن الماء قد سكبته عليّ إبنة خالتي الصغيرة بغير قصد! حينها وأثناء مصمصة الشفايف، وصوت تحريكها من اليمين إلي اليسار أسمعها وضحكة ابنة خالتي تملأني خجلاً، انتفضت لأواري سوءة ما حدث ثورةً علي ما حدث لأصطدم بالحائط فيدمي رأسي وتضحك البنت الصغيرة بصوت عال وتتمتم جدتي بأن شيئاً لم يحدث وتنهر البنت الصغيرة التي لاذنب لها سوى أنها ضحكت علي أعمى غبي. هدأتني جدتي وصمتت البنت الصغيرة وربتت علي كتفي. لكن أشياءً كثيرة لازمتني من يومها أولها الإحساس بالعجز!

في آخر النهار، يأتي اخوتي ووالدي من العمل. أحس بأني عالةً عليهم، حتي في الذهاب إلي الحمام. كنت أجد مشكلةً في الأكل والشرب واللبس، كنت أعاني من تلك الأمور أكثر ما أعاني عندما كنتُ في الثامنة عشر، إذ أنني أحس بالنشاط في جسدي غير أني أتصور ذلك العصاب المجهول الذي يُغشي بصري فتُكبت قوة الانطلاق الكامنة فيَّ كغيرها من القوي الغريزية.

الآن سيتغير كل شئ، فهذا الطريق إلي المقهي قد حفظته نعم أعرفه جيداً وأستطيع الذهاب بمفردي دون أن أسمع أخي يقول لأمي -- التي تتوسله لكي يقودني "صحيح ... أقرع ونزهي، فاضيله أنا؟!". صحيحٌ أني في أول مرة قررت فيها الذهاب إلي المقهي بمفردي، دخلت حارة جانبية بجوار المقهي، إلا أن ذلك كان نتيجة سوء تقدير مني لأني لم أركز جيداً.

أتراني أستطيع الذهاب إلي بيت جَدي بمفردي؟### .../7/2007

الثلاثاء، 1 مارس 2011

مختارات

                                                        
‏أريد أن أجد مبررًا واحدًا كي أعيش وأتحمل المشهد اليومي المقيت لهذا المرض والبشاعة والظلم والموت. ومرة أخرى أنطلق من نقطة مظلمة، من الرحم، وأنطلق الآن إلى نقطة مظلمة أخرى، القبر. تقذفني قوه من الحفرة المظلمة لتجرني قوة أخرى وتقذفني بشكل نهائي إلى الحفرة المظلمة. ‏لست كالرجل المحكوم الذي مات ذهنه من الشراب. حجر ثابت برأس صاح، أخطو في ممر ضيق بين جرفين.


‏وأجهد كي أكتشف كيف أشير للذين يرافقونني قبل أن أموت، كيف أمد يدًا وأهجي لهم، في الوقت المناسب، كلمة واحده كاملة على الأقل، لأخبرهم رأيي بهذا الموكب، وإلى أين نشجه. وكم هو ضروري، بالنسبة إلينا جميعا، أن تكون أقدامنا وقلوبنا منسجمة. ‏أن أقول في الوقت المناسب كلمة واحده لرفاقي، كلمة سر، كالمتآمرين.

‏نعم، إن هدف الأرض ليس الحياة، وليس الإنسان. عاشت الأرض دون هذين، وستعيش بدونهما. إنهما ليس إلا الشرارتين العابرتين لدورانها العنيف. ‏لنتحد، لنمسك بعضنا بعضا بشدة، لنوحد قلوبنا، لنخلق - طالما أن دف ء هذه الأرض يتحمل، طالما أنه ليست هناك زلازل وطوفانات وجبال جليد ونيازك تأتي لتدمرنا - لنخلق للأرض دماغاً وقلبا ونمنح معنى إنسانيا للصراع السوبرماني. ‏إن الألم هو واجبنا الثاني.
                                                                      (نيكوس كازانتزاكيس)
             ***
 
"عندما تنتهي العاصفة ويحلّ الليل ويظهرالقمر بكل بهائه، ولا تتبقى سوى ايقاعات البحر وامواجه تضرب في سمعك، تعرف ماذا اراد الله بالجنس البشري وتعرف ماهية الفردوس"
                                                                      ( هارولد بنتر)
 
     ***
تغني، حاصدة القمح المسكينة،


تظن نفسها سعيدة، ربما؛

تغني، وتحصد القمح، وصوتها، مليء

بترملّ مجهول وسعيد،

تتأرجح مثل نشيد عصفور

في الهواء الأنظف من عتبة.

كم من انحناءات في اللُحْمَةِ الناعمة

للصوت الذي تنسجه في نشيدها!

سماعها، يجعلنا سعداء، حزانى،

مرّ العمل والحقول في صوتها،

وتغني كما لكي تغني، كما لو أنها

تملك أسباباً أخرى غير الحياة.

آه، غنّي، غنّي بدون سبب!

تستولي الفكرة على أحاسيسي.

تعالي وانشري في قلبي

صوتك الحائر، المتموج!

آه! لو يمكنني أن أكونك، وأبقى أنا نفسي!

لو أملك لا وعيك السعيد

ووعي ذلك! أيتها الأغنية!

أيتها الحقول! أيتها السماء! العِلمُ

يزن كثيراً والحياة قصيرة جداً!

اجتاحيني! بدّلي

روحي بطيفك الخفيف،

ومن ثم، حين تحملينني، أمضي! 
                                                                           (فرناندو بيسوا)
***
*إلى مومس من عامة الناس*
 
كوني رابطة الجأش، مطمئنة، أنا والت ويتمان، متحرّر وشهواني
 
مثل الطبيعة.
 
ليس حتى تحتجب عنكِ الشمس، كيما أحتجب أنا عنكِ،
 
ليس حتى تأبى أن تتلألأ لكِ المياه
 
وتخشخش لكِ الأوراق،
 
كيما تأبى أن تتلألأ وتخشخش لكِ كلماتي.
 
يا فتاتي، ضربت معكِ موعداً،
 
وأوصيكِ
أن تتأهبّي، كيما تكوني جديرة بلقائي.
وأوصيكِ
 
أن تكوني طويلة الأناة، وفي أوج زهوكِ حتى أجيء.
 
وإلى ذلك الحين،
 
أحييكِ بنظرة جارحة كي لا تنسيني.     

(والت ويتمان)

                                                                       ***
*مستلقياَ ورأسي في حجركَ أيها الرفيق
مستلقياً ورأسي في حجرك أيها الرفيق،
 
الإعتراف الذي سبق وأدليت به أعود فأكرره؛
 
ما سبق وقلته لكَ على الملأ أعود وأكرره:
 
أعلم أني شديد القلق، وأحمل الآخرين على ذلك،
 
أعلم أن كلماتي أسلحة، معبأة خطراً، معبأة موتاً.
 
(حقاً لأني أنا نفسي الجندي الحقيقي،
 
وليس ذاك الذي هناك بحربته،
وليس أتحدى السلام والأمن وكل القوانين الراسخة
 
كيما أزعزعها.
أنا أكثر عزماً وخصوصاً أنّ الجميع أنكرني
 
بما يفوق ما كان ممكناً فيما لو كنت مقبولاً لديهم.
 
أنا لا أبالي، ولم أبالِ قط، بأي تجربة، بمبدأ أخذ الحيطة والحذر،
 
بصوتِ الغالبية، ولا بكل هذا الهراء.
 
والتهديد المُسمّى الجحيم تافه أو نكرة بالنسبة إليّ،
 
والإغواء المُسمّى الجنة تافه أو نكرة بالنسبة إليّ.
 
يا رفيقي العزيز،
 
أنا أعترف بأني حرضتكَ على المضي معي إلى الأمام،
 
ومازلت أحرضكَ من دون أدنى فكرة عن مآلنا،
 
أو ما إذا كان علينا أن نكون ظافرَيْن،
 
أو خاضعَيْن تماماً ومنهزمَيْن.     
           
(والت ويتمان)
 
 
المصدر: المسيرة الإلكتروني، مجلة أوغاريت